في مبادرة لافتة تحمل بعداً ثقافياً وإنسانياً، نظّم مركز "هدى" بالتعاون مع مؤسسة "رمزنا" ورشة بعنوان "خيوط من فلسطين" في مخيم البداوي شمال لبنان، بمشاركة أطفال لاجئين فلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عاماً، وذلك دعماً لقطاع غزة الذي يواجه حرب الإبادة "الإسرائيلية".
النشاط الذي قام على تعليم الأطفال مبادئ التطريز الفلسطيني، جمع بين الحفاظ على التراث كجزء من الهوية الفلسطينية، وبين رسالة إسناد ثقافي وتضامني مع أهالي غزة، إلى جانب جمع التبرعات المادية لإرسالها إلى القطاع المحاصر.
روان كرم، مؤسسة مشروع "رمزنا"، أوضحت في حديث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن المبادرة جاءت "كخطوة فردية وشخصية للتأكيد على أهمية التطريز الفلسطيني، وفي الوقت ذاته لدعم أهلنا في غزة، في إطار حرب الإسناد التي نعيشها من مخيمات اللجوء، وخاصة من مخيم البداوي".
وخلال محاضرة أقيمت ضمن النشاط، قدّم أحد المشرفين شرحاً حول الأبعاد الرمزية للتطريز، مؤكداً أن الفن الفلسطيني بكل أشكاله "تعبير عن إرادة الحياة والأمل"، ومضيفاً: "العمل في التطريز يشبه خياطة حبّ فلسطين في قلوبنا، وزراعة الأمل في وجداننا. إنه فن يضيء حياتنا، ويسهم في بناء مجتمعنا للدفاع عن حقوقه ووجوده".
كما شدد على أن الأطفال في غزة "يموتون من الجوع والحصار والعطش، ويحرمون من التعليم منذ سنوات "، لافتا إلى أن التطريز الذي يقوم به الأطفال في المخيمات يشكل "جسرا من المحبة والعلاقة مع إخوانهم في غزة".الأطفال المشاركون عبروا بدورهم عن حماستهم ورؤيتهم الخاصة. فقالت طفلة من المشاركات في الورشة: "اليوم شاركنا في المركز لنتعلم التطريز الفلسطيني، الذي يعد من عاداتنا وتقاليدنا. وكل هذه التبرعات ستذهب إلى أهلنا في غزة لمساعدتهم في ظروفهم الصعبة".
بينما أضاف طفل آخر: "أنا أشارك هنا لأتعلم خياطة التراث الفلسطيني. التراث ليس حكرا على البنات، بل هو للجميع. إنه رمز لفلسطين كلها. والتبرعات التي نجمعها ستصل إلى أقراننا في غزة، الذين قد يحتاجون حتى إلى شربة ماء".
