واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عمليات القصف الجوي والمدفعي العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة مع دخول حرب الإبادة يومها الـ 695 ، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى حيث استهدفت غارات عدة خيام النازحين وتجمعات المدنيين، فيما استمر جيش الاحتلال بإطلاق النار على طالبي المساعدات الغذائية قرب مراكز التوزيع التي حصرها جيش الاحتلال في محاور معينة وعبر مؤسسة واحدة فقط يشرف عليها، في ظل كارثة المجاعة التي تهدد نحو 2 مليون فلسطيني.
وارتفعت أعداد الشهداء بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم الأحد 31 آب/ أغسطس إلى 20 شهيدا، من بينهم 13 شهيدا من طالبي المساعدات، وفق مصادر في مستشفيات القطاع.
ولا تزال مدينة غزة لا سيما الأحياء الشرقية والشمالية منها تشهد عدواناً "اسرائيلياً" عنيفاً حيث قام جيش الاحتلال في الساعات الأخيرة بتفجير المنازل عبر "روبوتات" مفخخة في حيي الزيتون والصبرة لإجبار الفلسطينيين على النزوح.
كما واصل استهداف خيام النازحين ما أدى لاستشهاد وإصابة فلسطينيين جراء قصف طال خيام النازحين في محيط أبراج المقوسي شمال غرب مدينة غزة.
كما استشهد فلسطينيان اثنان في قصف الاحتلال منزلاً يعود لعائلة دبور في منطقة أبو اسكندر شرق حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.
وشمالي القطاع، أكدت مصادر محلية، أن جيش الاحتلال قد بدأ بالتوغل البري في منطقة جباليا النزلة، على وقع قصف جوي ومدفعي كثيف طال مساحة واسعة من مناطق، الزرقا، وبركة الشيخ رضوان، وأبو اسكندر، وأجزاء من حي الصفطاوي، الواقعة على الحافة الغربية من بلدة جباليا.
بينما وسط القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين من طالبي المساعدات بنيران قوات الاحتلال.
في حين ذكرت مصادر محلية أن شهداء ومفقودين لم يتم انتشالهم بعد، عقب استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في محيط جسر وادي غزة وسط القطاع.
وبمدينة دير البلح، أكد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين إثر قصف الاحتلال منطقة البركة، واستشهاد فلسطيني آخر وإصابة آخرين في غارات "إسرائيلية" استهدفت مخيم البريج.
أما جنوبي قطاع غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون من طالبي المساعدات بنيران قوات الاحتلال شمالي مدينة رفح، كما أفاد الإسعاف والطوارئ بإصابة عدد من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات بالمدينة.
وأصيب فلسطيني بجروح خطيرة جرّاء إطلاق نيران من آليات الاحتلال تجاه خيام النازحين في منطقة أصداء بمواصي خان يونس.
مسؤول طبي: ما تبقى من المنظومة الصحية في غزة أقل من 30 %
ووصف المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية بغزة رأفت المجدلاوي خلال حديث مع قناة الجزيرة الوضع بالكارثي في القطاع بسبب نقص الغذاء والدواء.
وأكد المجدلاوي أن الموت في غزة مستمر بسبب المجاعة والقصف "الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن ما تبقى من المنظومة الصحية في مدينة غزة يقل عن 30%.
ويأتي ذلك عقب إعلان مصدر في مستشفى شهداء الأقصى وفاة الفلسطينية شيماء الأشرم بسبب سوء التغذية ونقص العلاج، بعد الإعلان عن وفاة طفلة أيضاً جراء سوء التغذية في شمالي قطاع ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 333 شهيدا، من بينهم 125 طفلا.
وفي غضون ذلك، شدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني" مجدداً على أن سلطات الاحتلال تستمر في إنكار حقيقة المجاعة في قطاع غزة.
وقال "لازاريني" : "كل هذا يحدث بإفلات من العقاب، لدرجة أن الفظائع الأخيرة وُصفت بأنها مجرد "أخطاء"، بينما يستمر إنكار حقيقة وقوع المجاعة".
وأكد أن في غزة، "يُقتل العاملون في المجال الصحي والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني على نطاق لم يُشهد له مثيل في أي صراع آخر في التاريخ الحديث"، مكرراً دعوته لإنهاء هذا الجحيم على الأرض.