واصل جيش الاحتلال عدوانه على مدن ومخيمات الضفة الغربية، حيث أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص الحي خلال اقتحام مخيم الفوار بمدينة الخليل، بينما اعتقل عدة شبان صباح اليوم الاثنين 1 أيلول/سبتمبر، بعد اقتحام منازلهم، تزامناً مع اعتداءات استيطانية استهدفت منازل السكان ومصادر المياه وتشديد الإجراءات العسكرية على الحواجز.
وأصيب خمسة فلسطينيين بالرصاص الحي، بينهم فتاة، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل. واقتحمت القوات المخيم مطلقة الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام، فيما منعت سيارات الإسعاف من الوصول للمصابين بعد أن أغلقت مداخله، وحوّلته إلى ثكنة عسكرية، واعتلى قنّاصتها أسطح المنازل.
وفي الوقت ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال دوّار ابن رشد وسط مدينة الخليل عقب انتهاء وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة، وأطلقت قنابل الغاز والصوت، وضيّقت على المشاركين والصحفيين.
كما نفّذت القوات صباحاً حملة اعتقالات طالت إبراهيم سمير الشلالدة من بلدة سعير شمال شرق الخليل، ومحمد سلمان أبو شرخ من بلدة الظاهرية جنوباً.
وفي السياق ذاته، هاجم مستوطنون منزل الفلسطيني ناصر النواجعة في قرية سوسيا، ما أدى إلى تحطيم نوافذه وكاميرات المراقبة وإصابة طفلته بجروح طفيفة.
كما أعلن رئيس مستوطنة "كريات أربع" يسرائيل برامسون عن وضع حجر الأساس لحي استيطاني جديد شرق الخليل، وانتقال عشر عائلات إليه، واصفاً الخطوة بأنها "تاريخية".
وشهدت عدة محافظات أخرى اقتحامات واعتقالات؛ إذ اعتقلت قوات الاحتلال وائل عياش من منزله في مدينة قلقيلية، واقتحمت بلدتي صرة وسبسطية في نابلس، وأغلقت المحال التجارية ومنعت الفلسطينيين من التنقل.
وفي بيت لحم، اعتقلت القوات صالح مصطفى طقاطقة (37 عاماً) من بلدة بيت فجار، وصادرت مركبته، كما لاحقت عدداً من العمال قرب قريتي النعمان والخاص.
أما في القدس المحتلة، فقد اقتحمت قوات الاحتلال محيط مدرسة سلوان الإعدادية بالتزامن مع وقفة احتجاجية نظمها الأهالي والطلاب رفضاً لمحاولات الاحتلال أسرلة المناهج ونقل المدرسة، وأمهلت المشاركين دقائق معدودة لمغادرة المكان.
وامتدت الاعتداءات الاستيطانية إلى مصادر المياه، إذ أعلنت مصلحة مياه محافظة القدس توقف ضخ المياه من البئر رقم 6 في عين سامية عقب اعتداء جديد نفذه المستوطنون، وهو المصدر المائي الوحيد لتسعة عشر تجمعاً سكانياً، ما ينذر بأزمة مائية خانقة خاصة في مناطق شرق وشمال رام الله مثل سنجل وبيرزيت والقرى المجاورة.
وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتين شرق المدينة، واعتقلت الشاب يزن فؤاد جرابعة (19 عاماً)، كما اعتقلت مجد طه التميمي من قرية النبي صالح شمال غرب رام الله. وشددت القوات إجراءاتها العسكرية على حاجزي عين سينيا وعطارة شمال المدينة، مسببة أزمات مرورية خانقة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن عدد الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية التي نصبها الاحتلال في الضفة الغربية ارتفع إلى 898 حاجزاً وبوابة، بينها 18 بوابة جديدة منذ بداية عام 2025، و146 بوابة أقيمت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في سياق تصاعد سياسة الحصار والخنق الممنهج للتجمعات الفلسطينية.