شنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة غارات عنيفة على أماكن متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الاثنين 1 أيلول/ سبتمبر، استهدفت منازل الفلسطينيين وخيام النازحين، ما أسفر عن ارتقاء 34 شهيداً بينهم باحثون عن المساعدات، وفق مصادر طبية. كما قصف مستشفى شهداء الأقصى للمرة الـ14 منذ بدء حرب الإبادة، ما عرض حياة عشرات المرضى لخطر الموت المباشر.

وخلال الساعات الماضية، سجلت مدينة غزة وحدها 18 شهيداً في غارات مكثفة أوقعت عدداً كبيراً من الجرحى في أماكن عدة، حيث تواصل الفرق الطبية انتشال الضحايا وتقديم الإسعافات الطارئة في ظل استمرار القصف "الإسرائيلي".

وفي حي الزيتون شرقي مدينة غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء القصف المدفعي وتفجير المنازل. بينما ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في حي الشيخ رضوان غربي المدينة بحق عائلة دبابش، أسفرت عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة آخرين بعد استهداف منزلهم قرب دوار الغزالي.

وأكد الدفاع المدني أن طواقمه تعمل على انتشال المصابين والضحايا من تحت الأنقاض وسط صعوبة بالغة؛ بسبب استمرار القصف ونقص الإمكانات الطبية. ومنذ قليل، ارتقى ثلاثة شهداء آخرون في قصف استهدف تجمعاً للسكان قرب مفترق أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان، بالتزامن مع استمرار تدمير المنازل هناك.

شمال القطاع، تواصل قوات الاحتلال تفجير عشرات المنازل في جباليا عبر "روبوتات" مفخخة، بالتزامن مع حزام ناري يطاول المناطق الشرقية لمدينة غزة. وفي مخيم الشاطئ غربي المدينة، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء قصف استهدف خيمة نازحين على سطح منزل لعائلة الكحلوت قرب ميدان الشهداء.

وفي سياق متصل، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 247 بعد استشهاد الصحفية إسلام عابد في غارة "إسرائيلية" على مدينة غزة، محملاً الاحتلال والدول المشاركة في الإبادة المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة.

أما في وسط قطاع غزة، فقد تعرض مستشفى شهداء الأقصى للقصف مجدداً، ما أدى إلى إصابة العشرات، في ظل أزمة حادة يعانيها المشفى جراء ضعف التيار الكهربائي، ما يهدد حياة المرضى والجرحى.

 وأدان المكتب الإعلامي الحكومي الاستهداف المتكرر للمستشفيات، قائلاً: إن الاحتلال "قصف خيمة داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى، ما أدى إلى إصابات وتعريض حياة المرضى للخطر"، موضحاً أن هذا هو القصف الـ14 للمستشفى ضمن استهداف ممنهج للبنية الصحية. 

كما أفاد مصدر طبي في مستشفى العودة باستشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف على منزل بمخيم البريج.

وفي جنوب القطاع، أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد ثلاثة فلسطينيين في قصف على بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، إضافة إلى استشهاد فلسطينية برصاص قوات الاحتلال في المواصي غربي المدينة. كما طالت الغارات مناطق خيام النازحين وأحياء عدة في خان يونس، بينها حي الأمل الذي تعرض لقصف مدفعي. 

وفي السياق ذاته، استشهد خمسة فلسطينيين بينهم امرأتان بنيران قوات الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في مناطق جنوبي القطاع.

"أونروا" تحذر من انهيار شبه كامل للعمل الإنساني

من جهتها، حذرت وكالة "أونروا" من خطورة تفشي المجاعة في غزة، حيث قال المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة إن الوضع في مدينة غزة وصل إلى مستوى خطير للغاية منذ بدء الحرب، مشيراً إلى انهيار شبه كامل لمنظومة العمل الإنساني.

وأوضح أن مساحات العمل الإنساني تتعرض للتضييق المستمر، بينما أصبحت الخدمات البلدية شبه منعدمة، ما يزيد من معاناة السكان في ظل استمرار القصف والدمار. كما لفت إلى أن جنوب القطاع لم يعد يوفر أماكن آمنة يمكن للسكان اللجوء إليها، ما يجعل حماية المدنيين أكثر صعوبة، ويضاعف التهديد على حياة آلاف الأشخاص.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد