وألقى الصحفي وليد الكيلاني كلمة باسم الصحفيين اللبنانيين والفلسطينيين قال فيها: "نلتقي اليوم على كلمة واحدة وموقف واحد تضامناً مع الزملاء الصحفيين في قطاع غزة الذين يقدمون أرواحهم ثمناً لنقل الحقيقة. لم يشهد التاريخ البشري حرباً يُستهدف فيها شهود العيان ورواد الحقيقة كما يفعل المحتل في غزة، إذ يُقتل الصحفيون فقط لأنهم ينقلون إلى العالم ما يرونه بأعينهم".
وأضاف الكيلاني: "نجتمع اليوم وقد أثقلتنا جميعاً مشاهد العدوان المستمر على أهلنا في قطاع غزة، وما يرافقه من استهداف مباشر ومتكرر للصحفيين والصحفيات الذين لم يحملوا سوى الكاميرا والقلم، وكانوا صوت الناس وعيون العالم".
وأكد أن وقفة بيروت هي وفاء وتقدير لأرواح 260 صحفياً استشهدوا وهم يؤدون واجبهم المهني حاملين الحقيقة في وجه آلة القتل والظلم، متسائلاً: "ما هو السلاح الذي قتل من أجله أنس الشريف ومحمد قريقع وشيرين أبو عاقلة وفرح عمر ومريم أبو دقة ومحمد سلامة وربيع النعماني وغيرهم الكثير؟".
وتابع قائلاً: "نحن هنا لنعبر عن تضامننا العميق مع من لا يزالون في الميدان بلا حماية، ينقلون للعالم ما يجري لحظة بلحظة رغم الخطر وقلة الإمكانات. استهداف الصحفيين ليس مجرد أضرار جانبية، بل سياسة ممنهجة لقتل الصوت الفلسطيني ومنع الحقيقة من الوصول إلى العالم. إنها جريمة تستدعي موقفاً موحداً من الإعلاميين والمؤسسات والنقابات الصحفية والهيئات المهنية".
ودعا الكيلاني وسائل الإعلام الحرة حول العالم إلى تصعيد الضغط من أجل حماية الصحفيين ومحاسبة المجرمين، مؤكداً أن "الصحافة ليست جريمة والحقيقة لا تقتل". كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها في حماية الصحفيين ومحاسبة كل من يتورط في استهدافهم.
من جهتها، قالت الإعلامية وعضو لجنة الدفاع عن حقوق الصحفيين الفلسطينيين، ميسم بوتاري، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "مشاركتي اليوم في هذه الوقفة ليست مجرد حضور، بل موقف التزام ورسالة دفاعاً عن حرية الكلمة وحق زملائنا في غزة بنقل الحقيقة بأمان".
وأضافت بوتاري: "جئنا اليوم إلى وسط العاصمة بيروت لنقول إن الصحفي في غزة ليس وحيداً. هذه الوقفة تحمل بُعداً تعبيرياً إنسانياً ومهنياً، وتؤكد إصرارنا على حماية حق الصحفيين الفلسطينيين في نقل رسالتهم وكلمتهم إلى كل العالم."
وطالبت بوتاري المجتمع الدولي بالالتزام بما نص عليه القانون الدولي الإنساني في حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة باعتبارهم مدنيين، مؤكدة أن استهدافهم يعد جريمة حرب.