خالد عوض.. من أصغر الحلاقين إلى شيخ المهنة في مخيم عين الحلوة

الأحد 07 سبتمبر 2025
الحلاق الفلسطيني خالد عوض، المعروف اليوم كأقدم حلاق في مخيم عين الحلوة
الحلاق الفلسطيني خالد عوض، المعروف اليوم كأقدم حلاق في مخيم عين الحلوة

بين أزقة مخيم عين الحلوة، لا يزال الحلاق الفلسطيني خالد عوض، المعروف اليوم كأقدم حلاق في المخيم، يواصل عمله منذ عقود، حارساً لذاكرة المكان، مواكباً أجيالاً متعاقبة من الأجداد إلى الأحفاد، ليصبح أحد حرّاس الذاكرة في هذا المخيم الواقع في صيدا جنوب لبنان.

مراسلة "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أجرت حواراً مع عوض، الذي قال: "أنا اليوم أكبر حلاق في المخيم، لكنني كنت أصغر حلاقاً حين بدأت. عندما افتتحت محلي كان عمري خمسة عشر عاماً فقط، بينما كان بقية الحلاقين في أعمار تتراوح بين الثلاثين والأربعين. لذلك كان الزبائن يطلقون عليّ لقب الحلاق الصغير".

ويضيف: "من سبقني كانوا حلاقين من فلسطين، وكانوا عباقرة في مهنتهم، أما أنا فقد أحببت هذه المصلحة، وتعلّمتها بجدية حتى صارت مهنتي وحياتي".

ومع بلوغه الخمسين سنة من العمر في المهنة اليوم، يتذكر عوض جيلاً كاملاً رحل عن الحياة، تاركاً أبناءهم وأحفادهم زبائن دائمين في محله. ويقول: "أنا حلقت للجد، ثم للابن، وبعده للحفيد، وحتى لابن الحفيد إذا كبر وتزوّج".

ويتحدث عوض عن سوق الخضار الشهير في عين الحلوة، الذي ما يزال يشكل قلب المخيم رغم تغيّر الناس والأزمان، ويقول: "الذين كانوا في السوق قبل خمسين عاماً رحلوا، لكن أبناءهم حلّوا مكانهم. ويقال إن من لم يدخل سوق الخضرة لم يعرف عين الحلوة حقاً".

أما عن التحولات العمرانية، فيستعيد عوض صورة المخيم القديمة: "حين جئنا إلى المخيم كان كله من الزينكو، يحيط به الشجر والخضرة. لكن مع مرور السنين أُزيلت الخضرة لتشييد البيوت من أجل الأبناء المقبلين على الزواج". ويشير إلى وجود عائلته في المخيم منذ سبعين عاماً، مواكباً كافة التغيرات.

رغم ذلك، يؤكد عوض أن المخيم ما يزال يحافظ على عاداته وتقاليده، سواء في الأفراح أو المآتم، حيث يشارك الجميع بعضهم بعضاً. ويختم قائلاً: "المخيم بالنسبة لي هو بلدي الحقيقي، فمن يخرج منه يجد صعوبة في التكيف خارجه، لأنه أقل من وطننا الصغير الذي بقي لنا بعد فلسطين".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد