واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عمليات تدمير الأبراج السكنية العالية في إطار عدوانه العنيف على مدينة غزة ضمن عملية "عربات جدعون 2" التي تستهدف إفراغ المدينة وتهجير سكانها نحو الجنوب تزامناً مع غارات عنيفة استهدفت أماكن تواجد النازحين في الخيام ومدارس الإيواء إلى جانب قصف الشقق السكنية مخلفاً مجازر بحق العائلات الفلسطينية وسط أوضاع نزوح كارثية.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بأن غارات "إسرائيلية" استهدفت خيام نازحين ومنازل سكنية في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 15 مدنيًا منذ صباح اليوم الأحد 7 أيلول/ سبتمبر، بينهم 6 أطفال، إضافة إلى وقوع عدد من الإصابات بين النازحين.
وشهدت مدينة غزة تدمير جيش الاحتلال ثلاثة منازل في حي الصبرة، وبرج السوسي السكني في حي تل الهوا بزعم استخدامه لأغراض عسكرية، فيما أجبرت أوامر الإخلاء "الإسرائيلية" سكان برج الرؤيا والمباني المجاورة على مغادرة منازلهم بشكل عاجل.
وكان الجيش "الإسرائيلي" قد جدد أوامر إخلاء مدينة غزة في بيان أنذر فيه سكان المدينة بضرورة إخلائها بسرعة والتوجه إلى جنوب القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي مدعيا تخصيص منطقة المواصي التي تمتد على مسافة 12 كيلومترا من دير البلح وسط القطاع إلى رفح جنوبا منطقة إنسانية.
وشن الاحتلال غارات عنيفة على خيام النازحين بمدينة غزة أسفرت عن ارتقاء شهيدين ومصابين في منطقة قرب مستشفى الوفاء.
كما أكد مصدر بمستشفى الشفاء وصول جثامين 6 شهداء بينهم طفلان وعدد من المصابين إلى المستشفى إثر استهداف طائرات الاحتلال خيمة للنازحين قرب المجلس التشريعي بحي الرمال غربي مدينة غزة.
وأفاد مستشفيا الشفاء والهلال الأحمر في غزة باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف "إسرائيلي" استهدف مدرسة الفرابي التي تؤوي نازحين في منطقة اليرموك بمدينة غزة.
فيما جدد الاحتلال قصفه المدفعي على محيط بركة الشيخ رضوان، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية القريبة من المنطقة، بينما أفاد الشهود بشن غارات جوية "إسرائيلية" وقصف مدفعي على حي الشجاعية شرقي المدينة.
وإلى جانب ذلك، دمر جيش الاحتلال مسجد التوحيد والسنة في حي الدرج وسط مدينة غزة كما قام بقصف منزل قرب مسجد فاطمة الزهراء في الحي نفسه.
وفي الوقت ذاته، ارتقى 4 فلسطينيين وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في عمارة الغزالي بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وفي غضون ذلك، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة محمد أبو عفش: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع منذ أكثر من 3 أشهر إدخال الشاحنات المحملة بالأدوية إلى القطاع، حيث ما تزال نحو 10 قاطرات عالقة عند الجانب الأردني.
وأضاف أن الوضع الإنساني لم يشهد أي تغيير منذ إعلان الأمم المتحدة قطاع غزة منطقة مجاعة، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية التي تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية.
وكانت وزارة الصحة قد وثقت في إحصائية حديثة وصول مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 87 شهيدًا منهم 4 شهداء تم انتشالهم من تحت الركام و 409 إصابات جديدة.
وبذلك سجلت الصحة حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 64,368 شهيدًا و 162,776 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023 مشيرة إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 11,911 شهيدًا و 50,735 إصابة.
وأكدت في بيانها أنه ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
ومن طالبي المساعدات وثقت الوزارة أعداد الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية 31 شهيدًا و 132 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,416 شهيدًا وأكثر من 17,709 إصابات.
وعلى صعيد ضحايا المجاعة سجل خلال الساعات الـ24 الماضية 5 حالات وفاة جديدة، من بينهم 3 أطفال ليرتفع العدد الإجمالي إلى 387 حالة وفاة، من ضمنهم 138 طفلًا، ومنذ إعلان IPC عن المجاعة في غزة، تم تسجيل 109 حالات وفاة، من بينهم 23 طفلًا