يواصل جيش الاحتلال "الاسرائيلي" تصعيد غارته على المباني والأبراج السكنية في مدينة غزة وسط تدمير عدد منها خلال الساعات الماضية إلى جانب استهداف خيام النازحين والمنازل، حيث ترك الآلاف دون مأوى في ظل تزايد الضغوطات لتهجير السكان قسرياً حيث يخضع أكثر من 86% من مساحة القطاع لأوامر النزوح أو مناطق سيطرة الاحتلال.

وأفادت مصادر طبية بارتقاء 39 فلسطينياً منذ فجر اليوم الأحد 14 أيلول/ سبتمبر بينهم أشخاص من منتظري المساعدات بهجمات متفرقة على قطاع غزة.

وفي التفاصيل، شهدت مدينة غزة ارتقاء العشرات من الشهداء بين جرح آخرون في وقت دمر فيه جيش الاحتلال عدة أبراج سكنية وهجر سكانها مع استمرار العملية العسكرية "عربات جدعون 2" الرامية لاحتلال كامل مدينة غزة.

واستشهد سبعة فلسطينيين في قصف استهدف حي تل الهوى جنوبي المدينة، كما أصيب 20 آخرون في محيط شارع 8، بينما دمر الاحتلال برج الكوثر، وبرج الملش شمالي المدينة، فيما نسفت مربعات سكنية كاملة باستخدام "روبوتات" مفخخة لإجبار السكان على النزوح القسري نحو وسط وجنوب القطاع.

كما استهدف الاحتلال بغارات عنيفة خيام النازحين داخل ملعب فلسطين في حي الرمال، ما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين.

وفي دير البلح وسط القطاع، ارتفع عدد الشهداء إلى ستة جراء قصف خيمة للنازحين، بينهم نساء وأطفال، في حين استشهد ثلاثة آخرون في قصف خيام غربي المدينة.

بينما ارتقى 3 شهداء في قصف "اسرائيلي" استهدف منزلا في مخيم المغازي للاجئين.

وفي محيط نتساريم، استشهد ثمانية فلسطينيين على الأقل من منتظري المساعدات، بينما أطلق جنود الاحتلال الرصاص على المدنيين قرب مركز إغاثة إنسانية، ما أدى إلى سقوط خمسة شهداء آخرين. كما أفادت مصادر طبية بسقوط أربعة شهداء و25 مصابًا في قصف استهدف نقطة لتوزيع المساعدات شمال رفح.

وجنوبي القطاع، استشهد فلسطيني بقصف من طائرة مسيرة وسط مدينة خان يونس، فيما استشهد آخر في قصف استهدف منطقة المواصي غرب المدينة.

في الأثناء، حذر مدير الصحة في غزة، منير البرش، من أن الوضع الصحي في القطاع وصل إلى مرحلة اللاعودة، حيث أصبح البتر الخيار الوحيد أمام الأطباء لإنقاذ حياة الجرحى.

وأوضح أن الجرحى في غزة يواجهون الموت ليس فقط برصاص الاحتلال، بل أيضا بسبب الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، في ظل نقص حاد في الأدوية والمضادات الحيوية يمنع تقديم العلاج الكافي.

وأكد البرش أن الاحتلال يشن حرب إبادة متكاملة الأركان ضد القطاع الصحي ويمنع إدخال المواد العلاجية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية. وأشار إلى أن عملية "عربات جدعون 2" التي انطلقت في 13 أغسطس أسفرت عن استشهاد 1891 شخصًا، بينهم 482 طفلا، و174 امرأة، و75 مسنا.

في الوقت الذي بلغت حصيلة وفيات المجاعة حتى الآن 420 حالة، بينها 145 طفلاً، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها سكان غزة.

 

ومن جانبه، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال "الإسرائيلي" يقوم بممارسة تضليل إعلامي بادعاء استهداف المقاومة، بينما يستهدف في الحقيقة المدنيين العزّل عبر قصف الأبراج السكنية، والمدارس، والمساجد، والمستشفيات، وخيام النازحين، معتبراً ذلك جزءًا من "سياسة الإبادة الجماعية والتهجير القسري".

وطالب المكتب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف العدوان ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة منذ ما يقارب العامين.

أونروا: غزة تُمحى من الوجود والعائلات تواجه نزوحًا قسريًا وسط مجاعة خانقة

وفي السياق، حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، من خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن القطاع "يتم محوه وتحويله إلى أرض قاحلة، ويصبح أكثر فأكثر غير صالح لعيش البشر".

وقال لازاريني إن الأطفال يتضورون جوعًا، والعائلات تُجبر على النزوح القسري، بينما يعيش السكان في حالة خوف دائم نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق.

وفي بيان آخر، أكدت وكالة "أونروا" أن أحياء كاملة في مدينة غزة وجباليا تم إفراغها بفعل القصف وأوامر الإخلاء، مشيرة إلى أن أكثر من 86% من مساحة القطاع تخضع اليوم لأوامر النزوح أو تقع ضمن المناطق العسكرية التي يفرضها الاحتلال بينما آلاف العائلات الفلسطينية تفِر من منازلها دون أن تجد مكانًا آمنًا تلجأ إليه، وسط تصاعد المأساة الإنسانية.

وشددت الوكالة الأممية على أن الإرادة السياسية وصنع القرار مطلوبان بشكل مُلح أكثر من أي وقت مضى لوقف الكارثة، مؤكدة أن الحل يبدأ برفع الحصار عن قطاع غزة، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.

  

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد