يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عمليات القصف العنيف والغارات المتصاعدة على أحياء مدينة غزة، مستهدفاً المنازل التي تؤوي العائلات النازحة وخيام المهجّرين، إلى جانب تدمير البنى التحتية، في وقت وصل فيه عدد الشهداء خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 79 شهيداً، بحسب وزارة الصحة، بينما تعالت تحذيرات المنظمات الأممية من التوغل "الإسرائيلي" وتهجير الفلسطينيين في ظروف كارثية.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس 18 أيلول/سبتمبر، أن حصيلة العدوان المتواصل خلال الساعات الـ24 الماضية بلغت 79 شهيداً و228 إصابة جديدة. وبذلك ارتفع عدد الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 65,141 شهيداً، فيما وصل عدد الإصابات إلى 165,925.

كما أوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا منذ 18 آذار/مارس 2025 حتى اليوم بلغت 12,590 شهيداً و53,884 إصابة، في ظل استمرار العدوان الذي يستهدف مختلف مناطق القطاع.

وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني عن ارتقاء 14 فلسطينياً جراء الغارات "الإسرائيلية" على قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس 18 أيلول/سبتمبر، بينهم 9 شهداء في مدينة غزة، ما أسفر عن دمار واسع وأضرار كبيرة في صفوف المدنيين.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن توسيع عملياته القتالية في قطاع غزة، في إطار عملية "عربات جدعون 2"، بمشاركة قوات الفرقتين 162 و98، وبالتنسيق مع جهاز "الشاباك" وهيئة الاستخبارات العسكرية. 

وأوضح في بيان أن قواته تواصل التوغل في مدينة غزة، حيث تنفذ عمليات تدمير للبنى التحتية التي يصفها بـ"الإرهابية"، وتستهدف عناصر المقاومة. 

كما قال إن طائرة "إسرائيلية" شنت أمس الأربعاء غارة على مخزن للوسائل القتالية في غزة، بزعم أنه تابع لحركة حماس، ويحتوي على عبوات ناسفة معدة للاستخدام ضد قوات الاحتلال.

في غضون ذلك، يستمر قطع الاتصالات عن مدينة غزة لليوم الثاني على التوالي، حيث أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة نتيجة استمرار العدوان "الإسرائيلي" على القطاع.

الأورومتوسطي: إسرائيل تعزل 800 ألف فلسطيني في مدينة غزة

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن "إسرائيل" عزلت نحو 800 ألف فلسطيني في مدينة غزة عن العالم الخارجي بعد قطع خدمة الاتصالات والإنترنت، بالتزامن مع تقدم آليات الجيش في الأحياء الشمالية الغربية. 

وأضاف في بيان مقتضب أن "القصف الإسرائيلي المتواصل، وتدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية للاتصالات، أديا إلى تعتيم كامل على مدينة غزة بعد أن قطعت إسرائيل الإنترنت بالكامل". 

وحذّر المرصد من انهيار كامل لشبكة الاتصالات بفعل التعطل المتوقع لمحطات التشغيل نتيجة شح الوقود، في إطار سياسة ممنهجة لقطع شرايين الحياة عن غزة.

وتزامناً مع ذلك، تتواصل عمليات الاحتلال العسكرية في مدينة غزة، حيث ارتكبت مجازر جديدة بحق السكان والنازحين، وسط عمليات نسف لمبانٍ سكنية في جنوب وشمال المدينة بواسطة عربات وآليات مفخخة لتدمير البنية التحتية.

كما شنّت غارات على حي الشيخ رضوان شمالي المدينة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال، فيما فجّرت قوات الاحتلال روبوتاً مفخخاً قرب بركة الشيخ رضوان.

 وفي حي تل الهوى غربي المدينة، أصيب عدد من الفلسطينيين بنيران مسيّرة "إسرائيلية" قرب مستشفى القدس، كما أصيب آخرون في غارة على حي الرمال. 

وبالأمس، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة راح ضحيتها 13 شهيداً باستهداف تجمع للنازحين قرب مستشفى الشفاء غرب غزة.
وفي وسط القطاع، بمخيم البريج، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء استهداف منزل لعائلة أبو خير قرب دوار أبو الروس.

الأمم المتحدة: نزوح عشرات الآلاف في غزة مع تحذيرات من انهيار المستشفيات

في سياق متصل، حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الكارثة الإنسانية في شمال القطاع، مؤكدة أن التوغل العسكري وأوامر الإخلاء "الإسرائيلية" تسببت في موجات نزوح جديدة، في وقت يعجز فيه المصابون وذوو الإعاقة عن الانتقال إلى أماكن آمنة، ما يعرّض حياتهم لخطر جسيم. 

وقال المدير العام للمنظمة إن المستشفيات المكتظة أصلاً على وشك الانهيار، مشدداً على أن تصاعد العنف يعيق الوصول إلى المرافق الطبية الحيوية. ودعت المنظمة إلى إنهاء هذه "الظروف اللاإنسانية" مطالبة بوقف إطلاق النار لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم.

وأعلنت الأمم المتحدة أن الهجمات المتواصلة على غزة تسببت في نزوح قسري لأكثر من 40 ألف شخص خلال اليومين الماضيين.

 وأوضح المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن الوضع يزداد سوءاً "كل ساعة"، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال أصدر أوامر جديدة بالإجلاء خلال الساعات الـ48 المقبلة. 

وأضاف أن آلاف المدنيين يحاولون الفرار وسط القتال في ظل طرق مكتظة ونقص الغذاء، بينما يعاني الأطفال من صدمات نفسية.

 وأكد أن الشركاء الميدانيين رصدوا نزوح نحو 200 ألف شخص منذ منتصف آب/أغسطس، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

إلى ذلك، حثّ المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل العمليات الإنسانية دون قيود، وذلك عقب صدور تقرير لجنة التحقيق الأممية الذي خلص إلى أن "إسرائيل" ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة.

وقال لازاريني عبر منصة "إكس": "إن التقرير أكد أن إسرائيل لم تتعاون مع الأمم المتحدة، بل عمدت إلى حظر 'أونروا' واستبعادها، رغم كونها الوكالة الرئيسية لتقديم المساعدات الإنسانية".

وأضاف أن اللجنة رصدت "تدابير سياسية ومسيسة مترابطة"، من بينها إنشاء مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) لعرقلة عمل الوكالات الموثوقة، بما في ذلك "أونروا"، بهدف فرض ظروف معيشية غير صالحة للحياة في القطاع والتسبب في "التدمير المادي للفلسطينيين".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد