كشف في الساعات الأخيرة عن هوية منفذ عملية إطلاق النار على معبر الكرامة الحدودي بين الأردن والضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل جنديين من قوات الاحتلال، وهو الأردني عبد المطلب القيسي.
وبحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، فإن القيسي من مواليد عام 1968، ويعمل مدنيا بدأ قبل نحو ثلاثة أشهر بقيادة شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة.
ينحدر القيسي من قبيلة بني قيس، ويقيم في منطقة الظهير بمرج الحمام جنوب غرب العاصمة الأردنية عمّان. وهو أب لثلاثة أبناء، وعرف بين السائقين باسم "أبو عيسى". عمل لسنوات طويلة في قطاع الشحن قبل أن يترك عمله منذ نحو ثلاثة أشهر ليتفرغ لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر الكرامة، بحسب مواقع أردنية.
قبيلته وأقاربه وصفوه بأنه شخص ملتزم ومتدين، لا يحمل أي انتماءات سياسية أو حزبية، وأن ما قام به جاء بدافع الغيرة والدفاع عن أهالي غزة ورفضاً للظلم الواقع عليهم. وأكدوا أن عبد المطلب لم يُبدِ أي نية مسبقة لتنفيذ العملية، ولم يطلع أحداً من عائلته أو محيطه على أي تخطيط أو توجه للهجوم.
وقد زفت قبيلة بني قيس، بحسب صفحة المجلس الأعلى لشباب بني قيس لتنمية السياسة والمجتمع المدني، "إلى الأمتين العربية والإسلامية الشهيد البطل عبد المطلب القيسي "، معتبرة أن "هذه العملية تأتي رداً على الغطرسة الإسرائيلية وما ترتكبه من مذابح بحق إخواننا في فلسطين وممارسات البلطجة بحق أمتنا".
وترك الشهيد القيسي وصية مكتوبة بخط يده، أكد فيها أن ما قام به هو ردّ على الجرائم "الإسرائيلية" المرتكبة بحق أهالي غزة، محذراً من أن "ما ترتكبه إسرائيل اليوم في غزة سيحدث يوماً ما في بلدان العرب والمسلمين". واعتبر أن دمه "سيغسل سكوتنا تجاه من يحتل بلادنا، وهل سنصمت إلى أن يعيث في أرضنا وينتهك حرماتنا؟".
وخاطب القيسي أبناء الأردن وإخوته من أبناء العالمين العربي والإسلامي، وخص بالذكر أبناء العشائر والبوادي في الشام من الأردن إلى فلسطين وسوريا ولبنان قائلاً: "إنني في هذا اليوم أسجل موقفي أمام الله والتاريخ، ملتحقاً بركب الشهيد البطل ماهر ذياب الجرابعة، وما مضى على وصيته إلا بضعة أيام".
وكتب القيسي أيضاً: "أبناء أمتنا، إن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة ستكون يوماً في بلادنا وأوطاننا، وعند نسائنا وأطفالنا، وستكون بصمتنا جزءاً من مشروع ما يسمى بالعدو دولة إسرائيل الكبرى".
وأكد أقاربه أنه لن يُقام أي بيت عزاء أو تجمع للشهيد القيسي، وأنهم بانتظار وصول جثمانه إلى أهله حيث سيستقبل الناس يوم الدفن فقط.
وتعد هذه العملية الثانية خلال عام واحد على المعبر ذاته، إذ سبقتها عملية نفذها الشهيد الأردني ماهر الجازي في 8 أيلول/سبتمبر 2024، عندما أطلق النار على عناصر أمن "إسرائيليين" عند معبر الكرامة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وإصابة آخرين، قبل أن يرتقي برصاص الاحتلال.