واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قصفه الجوي والمدفعي العنيف على مختلف مناطق قطاع غزة، ما أسفر عن 55 شهيدًا على الأقل، بينهم 43 في مدينة غزة، منذ فجر اليوم السبت 20 أيلول/سبتمبر، إلى جانب عشرات الجرحى، وسط عمليات تفجير للمباني. فيما حذرت بلدية غزة من كارثة صحية وأزمة تعطيش بفعل الاحتلال.
ووثقت وزارة الصحة في غزة وفاة شخصين نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، مما يرفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 442 شهيدًا بينهم 147 طفلًا. كما سجلت الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان "الإسرائيلي" إلى 65,208 شهداء و166,271 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال يستخدم 17 عربة مفخخة يوميًا لتدمير أحياء سكنية في مدينة غزة، مشيرًا إلى أن قوة كل تفجير تعادل زلزالًا بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر.
ووثق المرصد تفجير نحو 120 عربة مفخخة خلال الأسبوع الماضي وحده، ما تسبب بدمار واسع وارتجاجات وصلت إلى مبانٍ تبعد عدة كيلومترات عن موقع التفجير.
وأكد المرصد أن هذا الأسلوب "غير مسبوق في تاريخ الحروب" ويستخدم كأداة للترهيب والتهجير القسري، محمّلًا المجتمع الدولي مسؤولية الصمت والتواطؤ الذي يتيح للاحتلال المضي في "جريمة تدمير مدينة غزة بصورة علنية".
المرصد الأورومتوسطي:
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 20, 2025
▪جيش الاحتلال يفجر 17 عربة مفخخة يوميًا في غزة، كل منها يعادل زلزالًا بقوة 3.7.
▪خلال أسبوع فجّر 120 عربة تحمل 840 طنًا من المتفجرات وسط الأحياء السكنية.
▪تفجير 6-7 طن TNT يعادل طاقة زلزال طبيعي 3.7.
▪الانفجارات تحدث ارتجاجًا شديدًا يمتد لكيلومترات ويستمر… pic.twitter.com/sWvBE7hFGN
ويأتي ذلك وسط استمرار التصعيد "الإسرائيلي" العنيف في مدينة غزة، والذي أسفر عن ارتقاء العشرات من الفلسطينيين باستهداف منازل العائلات لدفع السكان للهجرة نحو الجنوب، فيما أكدت حكومة غزة أن 900 ألف فلسطيني لا يزالون صامدين رغم وحشية القصف والإبادة.
كما استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفلتان في غارة على منازل بمخيم الشاطئ غربي المدينة، بينما أدى قصف آخر شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 10 آخرين.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أطلقت النار تجاه فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات قرب محور نتساريم شمال النصيرات، بالتزامن مع إعلان الجيش "الإسرائيلي" إغلاق شارع صلاح الدين بعد فتحه مؤقتًا لخروج النازحين.
من جانبه، حذّر مدير صحة غزة من أن مجمع الشفاء الطبي سيضطر قريبًا إلى وقف بعض الخدمات الحيوية بسبب نفاد الوقود، مشيرًا إلى استشهاد عائلة الطبيب محمد أبو سلمية، بينما كان على رأس عمله في المجمع.
كما حذر مستشفى المعمداني من أن الوضع في مدينة غزة خطير جدًا جراء القصف العشوائي على المدنيين، مشيرًا إلى وصول مصابين على مدار الساعة بسبب القصف المكثف، رغم الافتقار لأبسط اللوازم الطبية، ومحذرًا من نقص شديد في السولار مع تعطل مولد الكهرباء ما يعيق العمل داخل غرف العمليات.
وتتزامن هذه التحذيرات مع بيان لبلدية غزة أكدت فيه أن كميات المياه المتوفرة في المدينة لا تتجاوز 25% من الاحتياج اليومي، ما يفاقم أزمة العطش، وينذر بكارثة صحية وبيئية بسبب انتشار الأمراض والأوبئة.
وفي الأثناء، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن المناطق التي زعم الاحتلال أنها "إنسانية" في مواصي خان يونس ورفح، والتي تضم نحو مليون نازح وتروّج لها سلطات الاحتلال كمناطق "آمنة"، تعرضت لأكثر من 110 غارات جوية خلفت أكثر من 2000 شهيد، رغم افتقارها لأي مقومات للحياة من مستشفيات أو خدمات أساسية.
وأوضح أن هذه المناطق تفتقر بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، ما يجعل العيش فيها أقرب إلى المستحيل.
وأشار إلى أن المساحة التي خصصها الاحتلال في خرائطه كمناطق "إيواء" لا تتجاوز 12% فقط من مساحة قطاع غزة، ويحاول حشر أكثر من 1.7 مليون إنسان داخلها.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال وحليفه الاستراتيجي الإدارة الأمريكية، إضافة إلى الدول المنخرطة في جرائم الإبادة، المسؤولية الكاملة عمّا يجري وما سيترتب عليه من تبعات قانونية دولية، مطالبًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم والمؤسسات القانونية الدولية بالتحرك الفعلي والجاد لوقف هذه الجرائم ومحاسبة قادة الاحتلال.
المكتب الإعلامي الحكومي:
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 20, 2025
منطقة المواصي بخانيونس ورفح، التي تضم نحو مليون نسمة، ويروج لها كـ"منطقة آمنة"، تعرضت لأكثر من 110 غارات خلّفت أكثر من 2000 شهيد pic.twitter.com/5AbijkSXo4