عمت موجة من المظاهرات الشعبية والإضرابات اليوم الاثنين 22 أيلول/ سبتمبر، مدناً إيطالية استجابة لدعوات أطلقتها النقابات لتصعيد الحراك تنديداً بحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، وسط دعوات لفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على كيان الاحتلال.
وانضمت أكثر من 60 مدينة إيطالية إلى الإضراب العام، مما أدى إلى شلّ قطاعات عديدة، بينها النقل والمدارس، حيث تعطلت خدمات القطارات والحافلات والمترو.
وفي مدينة جنوة، أغلق عمال الموانئ الطرق المؤدية إلى الميناء، مؤكدين أنهم يسعون إلى منع استخدام الأراضي الإيطالية كممر لنقل الأسلحة والإمدادات إلى "إسرائيل" كما ورفع العمال الأعلام الفلسطينية، فيما أُغلق مدخل ميناء ليفورنو في توسكانا للسبب ذاته.
وقال أحد أعضاء مجموعة "عمال الموانئ المستقلين": "الشعب الفلسطيني يمنحنا درساً في الكرامة والمقاومة، وعلينا أن نقوم بدورنا".
وكان أكثر من 200 قانوني ومحام وحقوقي إيطالي قد وجهوا نداءً عاجلاً لإنهاء الإبادة في غزة، جاء فيه: "في مواجهة الانتهاك المنهجي والمستمر لحق الحياة ولحقوق الإنسان الأساسية في غزة، لم يعد الصمت خياراً.
وطالب النداء الدولة الإيطالية، بموجب الدستور والالتزامات الدولية، أن تحمي الحقوق الأساسية وتلاحق الجرائم الدولية داعياً جميع المؤسسات بالتحرك وفق القانون الدولي.
وفي الأثناء، شهدت العاصمة روما تجمع مئات من تلاميذ المدارس الثانوية أمام محطة تيرميني، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات مثل "فلسطين حرة".
وأوضح بعض الشبان المشاركين أنهم حضروا للتعبير عن تضامنهم مع المدنيين في غزة، خاصة الأطفال والمستشفيات المدمرة نتيجة القصف المستمر.
وقالت فرانشيسكا تيشيا البالغة 18 عامًا إنها شاركت للمرة الأولى، مؤكدة أهمية رفع صوت التضامن، فيما شددت فيديريكا كازينو، موظفة تبلغ 52 عامًا، على أن "إيطاليا تتحدث ولا تفعل شيئًا" تجاه الوضع الإنساني في غزة.
وانطلقت مظاهرات أخرى في ميلانو، تورينو، فلورنسا، نابولي، باري، باليرمو، جنوة، وليفورنو، حيث قام عمال الموانئ بإغلاق أرصفة الميناء، بينما توقفت الحافلات وخدمة المترو في روما، وفق وسائل الإعلام الإيطالية.
ويأتي هذا الحراك الشعبي في الوقت الذي تستعد فيه بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا والعديد من الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، بينما تلتزم إيطاليا بموقف متريث، وفق الحكومة المحافظة برئاسة جورجيا ميلوني، التي أعربت عن قلقها إزاء الأحداث لكنها تتجنب اتخاذ خطوات رسمية بما يخص الاعتراف بدولة فلسطين أو العقوبات على "إسرائيل".
وأظهرت استطلاعات الرأي أن 63.8% من الإيطاليين يصفون الوضع الإنساني في غزة بأنه "شديد الخطورة"، فيما يؤيد 40.6% منهم الاعتراف بدولة فلسطينية، بحسب معهد "أونلي نمبرز".
وتظهر هذه الاحتجاجات التضامنية تزايد الضغط الشعبي على الحكومة الإيطالية لإظهار موقف أكثر صرامة تجاه العدوان "الإسرائيلي" على المدنيين في قطاع غزة.