واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ استشهد 55 فلسطينياً منذ فجر اليوم الأربعاء 24 أيلول/سبتمبر، بينهم 36 في مدينة غزة، في سلسلة قصف مدفعي وجوي استهدف منازل وأحياء سكنية ومناطق تجمع النازحين.
وبحسب مصادر طبية، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة بعد قصف مخازن تابعة لبلدية غزة تؤوي نازحين قرب سوق فراس وسط المدينة، ما أدى إلى استشهاد 22 فلسطينياً بينهم 9 أطفال و6 نساء، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي حي الصبرة جنوب غزة، استشهد 5 فلسطينيين إثر استهداف منزل لعائلة الهمص. كما استشهد 4 آخرون في قصف منزل لعائلة خطاب في مخيم 1 بالنصيرات وسط القطاع، فيما استشهدت سيدة في قصف منزل لعائلة نصار شمال المخيم.
وفي شارع الصحابة بمدينة غزة، استشهدت امرأتان بعد قصف شقة سكنية تعود لعائلة المغربي. كما استشهد فلسطينيان، وأصيب آخرون بجروح خطيرة جراء استهداف طائرة مسيّرة لشاحنة تقل نازحين في منطقة تل الهوى جنوب المدينة، فيما استشهد فلسطيني آخر في قصف استهدف مدنيين بشارع عمر المختار وسط غزة.
أما في رفح جنوب القطاع، فقد استشهد 8 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال خلال انتظارهم الحصول على المساعدات في منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة، من بينهم اللاعب الرياضي محمد السطري من نادي شباب رفح، الذي أصيب برصاصة مباشرة أثناء محاولته الحصول على المساعدات. وفي المكان ذاته، استشهد 3 فلسطينيين آخرين من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال.
وتزامن ذلك مع استمرار القصف المدفعي العنيف على الأحياء الشرقية والجنوبية والشمالية الغربية لمدينة غزة، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في أجواء المدينة.
المكتب الإعلامي الحكومي: تضليل ممنهج ومحاولة فاشلة لتهجير الفلسطينيين
وفي بيان له، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال يمارس سياسة تضليل ممنهجة عبر الترويج لوجود خيام ومساعدات وخدمات إنسانية وهمية، بهدف دفع السكان قسراً لمغادرة منازلهم وأحيائهم.
وأوضح البيان أن الاحتلال فشل في تهجير الفلسطينيين من غزة، حيث لا يزال أكثر من 900 ألف فلسطيني صامدين في المدينة، رغم أن نحو 335 ألفاً اضطروا للنزوح نحو الجنوب بفعل جرائم الاحتلال، بينهم أكثر من 60 ألفاً خلال الأيام الثلاثة الماضية وحدها.
وأضاف المكتب أن الطواقم الحكومية رصدت أيضاً نزوحاً عكسياً، حيث عاد أكثر من 24 ألف فلسطيني إلى منازلهم وأحيائهم في مدينة غزة حتى مساء الثلاثاء 24 أيلول/سبتمبر، رغم المخاطر المستمرة.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال يروّج زوراً لمنطقة المواصي في خان يونس ورفح كمناطق "إنسانية وآمنة"، في حين أنها تحولت إلى مسرح للعدوان، إذ تعرضت لأكثر من 114 غارة.
وأسفرت حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن استشهاد 65,344 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 166,795 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، بينما تعجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بفعل القصف والحصار المستمرين.