حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن طفلًا واحدًا من كل ثلاثة أطفال لم يتناول أي طعام خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة انعدام المواد الغذائية بسبب الحصار "الإسرائيلي" المستمر.
وقالت الوكالة الأممية في بيان مقتضب، اليوم الجمعة 26 أيلول/ سبتمبر: إن "الثمن الذي يدفعه الأطفال وطفولتهم في غزة لا يُطاق"، مشيرة إلى أن الظروف القاسية تدفع الكثير من الأطفال إلى العمل أو التسول لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم، كما جددت مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، مؤكدة أن أطفال غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن.
وكانت لجنة الإنقاذ الدولية قد أشارت في تقرير سابق إلى أن 70% من الأطفال في غزة يعانون من مشاكل في النوم، وأن واحدًا من كل خمسة أطفال أصبح منعزلًا أو صامتًا، فيما تعتبر 1% فقط من الأسر آمنة غذائيًا كما أبلغت معظم العائلات التي لديها أطفال دون سن الخامسة عن علامات واضحة لسوء التغذية.
من جانبه، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية "طارق جاساريفيتش": إن الوضع الصحي يتدهور بشكل خطير نتيجة العمليات العسكرية "الإسرائيلية"، محذرًا من أن المزيد من سكان غزة سيصابون وسيموتون في ظل استمرار العدوان.
وأشار إلى أن 4 مستشفيات توقفت عن العمل خلال 10 أيام، ولم يعد سوى 14 مستشفى قادرًا على تقديم الخدمات في قطاع غزة، في حين أن 50% من الوحدات الصحية خارج الخدمة كما توقف مستشفى حمد المتخصص في إعادة التأهيل عن العمل، في وقت يحتاج أكثر من 15 ألف شخص، بينهم أطفال، إلى علاج عاجل.
ولفت إلى أن المنظمة غير قادرة على إدخال الشحنات الطبية الطارئة بسبب كثافة العمليات العسكرية، محذرًا من أن الوفيات في غزة لن تكون فقط بسبب المجاعة، بل أيضًا بسبب الإصابات والأمراض وسوء التغذية.
وحذر "جاساريفيتش" من أن الوضع سيبقى سيئًا للغاية طالما لم يُسمح بإدخال الغذاء والدواء، مشددًا على أن كل الحلول مرتبطة بوقف إطلاق النار بشكل فوري لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان.
وكانت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد أعلنت في آب/ أغسطس عن حدوث مجاعة في مدينة غزة، متوقعة أن تمتد إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري.
كما أصدرت منظمات أممية كبرى، بينها الصحة العالمية، الفاو، اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي، بيانًا مشتركًا أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص عالقون في المجاعة داخل القطاع.
