شهدت عدة مدن كبرى حول العالم موجة من المظاهرات والاحتجاجات الحاشدة، حيث خرج مئات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة الألمانية برلين ومدن حول العالم للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم للحرب "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة وسط دعوات متصاعدة لوقف تسليح الاحتلال وفرض ضغوط دولية من أجل إنهاء حرب الإبادة والتجويع في غزة.
ففي العاصمة الألمانية برلين، تظاهر عشرات الآلاف وفق تقديرات الشرطة التي تحدثت عن نحو 60 ألف مشارك، بينما أكد المنظمون أن العدد اقترب من 100 ألف، شاركوا في مسيرة انطلقت من أمام مبنى البلدية وصولاً إلى نصب "عمود النصر"، واختتمت الفعالية بحفل موسيقي شارك فيه فنانو راب وهيب هوب.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "الحرية لفلسطين" و"الغذاء والماء حقوق إنسانية" وأكد "داستن هرشفيلد" وهو أحد المشاركين لوكالات أنباء أن الحضور الضخم يبعث برسالة واضحة بأن "الأغلبية ترفض السياسات الإسرائيلية والإبادة الجماعية".
وشارك حزب اليسار الألماني في تنظيم المظاهرة إلى جانب جمعيات مدنية، ووجّه انتقادات لاذعة للحكومة الألمانية بسبب صمتها" إزاء الكارثة الإنسانية في غزة، داعياً برلين إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة لممارسة الضغط على "إسرائيل".
وفي مدينة ليفربول البريطانية، خرجت مظاهرة حاشدة أمام المحطة المركزية عشية انعقاد مؤتمر حزب العمال، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف بيع الأسلحة للاحتلال.
وردد المتظاهرون شعارات تندد بمشاركة الحكومة البريطانية في تسليح "إسرائيل"، مؤكدين أن استمرار الدعم العسكري يساهم في "إطالة أمد الإبادة الجماعية".
أيضاً، العاصمة الإيطالية روما شهدت مظاهرة رُفع خلالها نعش رمزي لطفل ملفوف بكفن أبيض، في إشارة إلى ضحايا الحرب على غزة.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "المسلمون لن يصمتوا"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"العدالة لفلسطين"، و"إسرائيل إرهابية"، و"أوقفوا تسليح إسرائيل".
وشهدت كذلك العاصمة الفرنسية باريس مظاهرة واسعة رفضاً لـ"الإبادة الجماعية في غزة"، حيث أكد المشاركون أن من "الواجبات الأخلاقية" أن تمارس فرنسا ضغوطاً حقيقية على إسرائيل لوقف الحرب.
وطالب المتظاهرون الحكومة الفرنسية بحماية "أسطول الصمود" الذي يسعى لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، وضمان وصول الإغاثة العاجلة إلى المدنيين في ظل استمرار الحصار والتدمير الممنهج.
وفي جنوب إفريقيا، شهدت مدينة كيب تاون مظاهرة ضخمة تضامناً مع غزة أمام مبنى البرلمان التاريخي شارك فيها الآلاف، بدعوة من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، وحزب "رمح الأمة" المعارض، إضافة إلى عدد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "فلسطين حرة"، و"أوقفوا الإبادة في غزة"، و"إسرائيل دولة إرهابية"، فيما رددوا هتافات مثل: "من النهر إلى البحر ستتحرر فلسطين" و"لا للإبادة الجماعية".
وقال الناشط "نكوسيخونا سوارتبوي" في كلمة له: "ما يجري في غزة يشبه سنوات الفصل العنصري المظلمة التي عشناها في جنوب إفريقيا. حررنا العالم بتضامنه معنا، واليوم علينا أن نكون في صف الشعب الفلسطيني حتى ينال حريته".
وتأتي هذه التحركات في إطار موجة تضامن عالمية متصاعدة مع الشعب الفلسطيني وسط تزايد الضغوط الشعبية على الحكومات الغربية لمراجعة سياساتها تجاه "إسرائيل" ووقف صفقات التسليح التي تُستخدم في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.