عامان على حرب الإبادة "الإسرائيلية"

أرقامٌ صادمة تكشف حجم الكارثة الإنسانية في غزة وتحديات تواجهها "أونروا"

الإثنين 06 أكتوبر 2025

أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تقريراً شاملاً يوثّق الأثر الكارثي للحرب المستمرة على سكان القطاع ومؤسسات الوكالة، كاشفاً عن أرقام صادمة و غير مسبوقة توثق مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي"، عشية الذكرى الثانية لبدء حرب الابادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ووثقت "أونروا"، استشهاد أكثر من 66,100 شخص في قطاع غزة خلال عامين من الحرب، من بينهم ما لا يقل عن 18,430 طفلاً، فيما تعرض جميع سكان القطاع تقريباً للتهجير القسري، بعضهم أكثر من مرة، كما تضرر أو دُمر نحو 80% من المباني في مختلف مناطق القطاع.

وذكرت الوكالة أن مرافقها كانت هدفاً مباشراً للقصف أو تضررت بشدة، حيث قُتل أكثر من 370 من موظفيها، في حين استشهد 845 شخصاً على الأقل داخل مدارس "أونروا" ومراكزها التي لجأ إليها المدنيون طلباً للحماية.

"أونروا" خط الدفاع الإنساني الأخير

على الرغم من الدمار الهائل، تمكّنت "أونروا" من إيواء قرابة مليون شخص في مرافقها خلال الحرب، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من237 ألف نازح من الفئات الأكثر ضعفاً، بينهم الأطفال الناجون من العنف والمحتجزون المُفرج عنهم، حسبما وثّق التقرير.

وأكد التقرير، أن الحرب أدت إلى انتشار المجاعة رسمياً في محافظة غزة، مع توقع توسعها إلى دير البلح في الوسط وخان يونس في الجنوب.

وسجلت الوكالة 455 وفاة مرتبطة بسوء التغذية، من بينهم أكثر من 150 طفلاً، فيما تضررت أو تعطلت إمكانية الوصول إلى 98% من الأراضي الزراعية.

ورغم تمكن "أونروا" من توزيع مساعدات غذائية على أكثر من مليوني شخص خلال فترات وقف إطلاق النار، فإنها فقدت مخزونها الغذائي بالكامل بحلول نيسان/ إبريل 2025، بعد أن منعت السلطات "الإسرائيلية" دخول المساعدات إلى غزة منذ 2 آذار/ مارس، وتشير الوكالة إلى أن لديها مخزوناً كافياً لثلاثة أشهر من الغذاء ما يزال عالقاً خارج القطاع.

النظام الصحي على حافة الانهيار

وتعرّض القطاع الصحي في غزة إلى أكثر من 790 هجوماً استهدف العاملين والمرضى والمرافق الطبية، ولم يتبقّ سوى أقل من 40% من المستشفيات تعمل جزئياً.

كما تنتشر الأمراض المعدية بشكل واسع، بحسب ما أفاد التقرير، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي، والإسهال المائي الحاد، والجرب، والطفح الجلدي، إضافة إلى حالات اشتباه بالتهاب السحايا والسل ومتلازمة "غيلان باريه" النادرة.

ورغم ذلك، واصلت "أونروا" عملها عبر أربعة مراكز صحية من أصل 22، إلى جانب ثلاثة مراكز مؤقتة و30 نقطة طبية متنقلة، حيث قدّمت أكثر من 10 ملايين استشارة طبية أولية، وفحصت 277,100 طفل دون الخامسة من العمر للكشف عن سوء التغذية، كما لقحت أكثر من 300 ألف طفل بالتطعيمات الروتينية منذ مطلع 2024.

المياه والصرف الصحي.. ازمة قاتلة

وبيّنت "أونروا" أن 90% من بنية المياه والصرف الصحي والنظافة في قطاعع غزة دُمرت أو تضررت، ما أدى إلى كارثة بيئية وصحية، وتفتقر نصف مليون امرأة وفتاة إلى مستلزمات النظافة الشخصية، في حين لا يملك أكثر من 60% من الأسر الصابون، وتعيش40% من العائلات قرب مكبات نفايات مفتوحة.

ورداً على ذلك، قامت الوكالة بتجميع 6,000 طن من النفايات الصلبة شهرياً لخدمة 1.7 مليون شخص، كما وزعت أكثر من 2 مليار لتر من المياه الصالحة للاستخدام على 1.4 مليون مستفيد، إضافة إلى 338,000 مجموعة نظافة شخصية منذ كانون الثاني/يناير 2024.

جيل بأكمله خارج صفوف التعليم

وبين التقرير، كيف يعيش التعليم في غزة انهياراً شاملاً، إذ حُرم نحو 660,000 طفل من الذهاب إلى المدرسة، نصفهم كانوا يتعلمون في مدارس "أونروا"، وتحتاج 92 % من المدارس إلى إعادة إعمار أو ترميم جذري، فيما تعرضت 90% من مدارس "أونروا" للقصف أو التضرر، بعضها أثناء إيوائها عائلات نازحة.

ورغم الظروف المأساوية، تمكّنت الوكالة من الوصول إلى أكثر من نصف مليون طفل بأنشطة الدعم النفسي والاجتماعي، وتقديم فرص تعليم بديلة لأكثر من 59 ألف طفل في الملاجئ، إضافة إلى تسجيل 290 ألف طالب في مبادرة التعلم عن بُعد.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد