بدأ اليوم الاثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر، العام الدراسي الجديد في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، وسط أجواء من القلق والتذمّر نتيجة الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي ترهق الأسر، إلى جانب تداعيات تقليصات "أونروا" في خدماتها التعليمية والإغاثية.
ورصدت بوابة اللاجئين الفلسطينيين شكاوى الأهالي من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي انعكست على قدرتهم في تأمين اللوازم المدرسية لأبنائهم مع انطلاق العام الدراسي.
وقالت صفاء عباس، وهي لاجئة فلسطينية، لمراسلة "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "لدي ابنة واحدة، ومع ذلك لا أستطيع تأمين كل احتياجاتها، فكيف بمن لديه خمسة أو ستة أولاد؟ اضطررت إلى الاستدانة لتلبية متطلبات ابنتي، وكلما كبرت ازدادت حاجاتها، فهي ترغب بأن تعيش مثل غيرها من البنات".
وأضافت عباس أن "الأونروا وزّعت الحقائب المدرسية فقط على طلاب الصفين الأول والثاني، أما باقي الصفوف فالكثير من الأطفال لم يحصلوا على حقيبة أو أي مستلزمات. رأيت أطفالًا يحملون كتبهم في أكياس بلاستيكية، وعندما سألت أحدهم عن السبب، أجاب: "أبي لا يملك المال ليشتري لي حقيبة".
من جانبه، أعرب زيد حامد، وهو لاجئ وناشط اجتماعي، عن قلقه من الأعباء المادية التي تواجه الأسر، قائلاً: "حين يكون لدى الأب أربعة أو خمسة أبناء، فإن تكاليف القرطاسية وحدها قد تصل إلى 200 أو 300 دولار على الأقل. هذا عبء ثقيل على الشعب الفلسطيني، ويجب أن تتحمّل المرجعيات الفلسطينية ووكالة أونروا مسؤوليتها".
وأضاف حامد: إن "الطلبات المدرسية أصبحت شبه يومية، سواء للتصوير أو شراء اللوازم، ما يشكّل ضغطاً كبيراً على العامل الذي لا يتجاوز دخله اليومي 9 أو 10 دولارات، حتى أن تأمين القرطاسية لأطفاله أصبح كارثة حقيقية، خصوصاً في مخيم نهر البارد".
ولفت إلى أن "التعليم في مخيمات لبنان تراجع كثيراً، والضغط على المعلمين كبير، رغم كفاءتهم، لكن الواقع التعليمي أصبح في أدنى مستوياته".
أما محمد عثمان، صاحب مكتبة قرطاسية، فأوضح أن "أسعار القرطاسية هذا العام تكاد تكون مشابهة للعام الماضي، بل إن بعض الأصناف انخفضت قليلاً بسبب وفرتها في السوق، والحركة عادة تبدأ قبل المدرسة بيوم أو يومين، حيث يقبل الأهالي لشراء المستلزمات".
وأضاف عثمان أن "حوالي 60% من الأهالي يشترون قبل بداية العام الدراسي، بينما ينتظر 40% منهم ما تقدمه أونروا من مساعدات مالية أو قرطاسية، وبعد التوزيع يضطر بعض الأهالي لشراء المزيد، خاصة طلاب الجامعات الذين يحتاجون إلى كميات أكبر من الدفاتر والتصوير مقارنة بطلاب المرحلة الابتدائية، الذين تغطي أونروا جزءاً من احتياجاتهم".
شاهد/ي التقرير