تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها على محافظة جنين ومخيمها لليوم الـ273 على التوالي، وسط تصعيد ميداني خطير يتمثل في الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات والاعتداءات المتواصلة على المدنيين، بالتوازي مع استمرار تصدي المقاومة.
ووفق ما أفادت به اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، فقد ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 21 كانون الثاني/يناير 2025 إلى 65 شهيداً، بينهم أربعة استشهدوا برصاص واعتداءات أجهزة أمن السلطة.
وأشارت اللجنة في بيانها اليوم الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر، إلى استشهاد الأسير محمود طلال عبد الله من مخيم جنين، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان داخل سجون الاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته خلف القضبان، مشيرةً إلى أن الاحتلال كان قد اعتقله في بداية العملية العسكرية بعد أن طالبه بالخروج عبر الطائرات المسيّرة.
موضوع ذو صلة: ارتقاء أسير من مخيم جنين جراء الإهمال الطبي في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"
كما أعلنت استشهاد الشاب سليم راجي حسن الفار من بلدة الزبابدة جنوب جنين، متأثراً بإصابة قاتلة جراء اعتداء وحشي من قبل جنود الاحتلال قرب الجدار الفاصل في بلدة الرام شمال القدس في أثناء توجهه إلى عمله، وقد شيع جثمانه في موكب مهيب شارك فيه المئات من أبناء المحافظة.
وفي بلدة قباطية جنوب جنين، واصلت قوات الاحتلال حملتها العسكرية، واعتقلت الشاب أوس ماجد حنايشة بعد مداهمة منزله، إلى جانب اعتقال حمودة وأسيد ولؤي الدبعي أبناء الشهيد محمود الدبعي، في إطار ما وصفته اللجنة بأنه استهداف ممنهج لعائلات الشهداء والمقاومين. وأسفرت المواجهات التي اندلعت في البلدة عن إصابة مسنّة بعيار ناري في القدم.
أما في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، فقد نفذت قوات الاحتلال اقتحاماً هو الثاني خلال 24 ساعة، حيث داهمت عمارة "أبو صفط" ونصبت قناصة على أسطح المنازل في حي أبو شملة، وسط تحليق للطائرات المسيّرة واستنفار واسع في صفوف الجنود، وفق ما أكد بيان اللجنة.
وفي حادثة أخرى، ذكرت اللجنة أن سائق مركبة إسعاف من مركز برطعة الطبي تعرض لاعتداء من قبل جنود الاحتلال أثناء نقله مريضاً بالسرطان، ما أدى إلى إصابته بكسر في يده اليسرى وجروح في عينه، رغم وجود تنسيق مسبق لمرور المركبة عبر حاجز دوتان العسكري.
كما أفادت باعتداء مستوطنين بحماية جيش الاحتلال على قاطفي الزيتون في بلدة كفر راعي جنوب غرب جنين، ما تسبب بإصابات بالاختناق بين صفوف المزارعين.
وامتد العدوان إلى بلدات الزبابدة وعرّابة ومسلية وأم التوت، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص وقنابل الصوت، فيما حلّق الطيران المروحي على ارتفاع منخفض فوق أحياء المدينة، بحسب اللجنة الإعلامية.
وفي مدينة جنين، اقتحمت قوات الاحتلال حي المراح، وخرّبت النصب التذكارية للشهداء، في مشهد يعكس — بحسب اللجنة — سياسة الانتقام التي تمارسها القوات بحق المدينة وأبنائها.
وأكدت اللجنة الإعلامية أن أكثر من 46 شاباً من مخيم جنين، بينهم مقاومون من كتيبة جنين، لا يزالون معتقلين لدى أجهزة أمن السلطة منذ بدء العدوان "الإسرائيلي"، ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة في ظروف غير إنسانية.