دخول محدود للمساعدات الإنسانية في غزة وانتشال جثامين أكثر من 400 شهيد

الثلاثاء 21 أكتوبر 2025
فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض
فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض

رغم دخول وقف إطلاق النار يومه الثاني عشر بعد 735 يومًا من حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة، ما تزال الأوضاع الإنسانية كارثية في ظل استمرار القيود "الإسرائيلية" على دخول المساعدات، فيما تتواصل انتهاكات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق، أعلن اتحاد لجان الصيادين أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اعتقل ثلاثة صيادين فلسطينيين بعد إطلاق النار عليهم أثناء عملهم قبالة ساحل مدينة غزة، في خرقٍ واضحٍ للاتفاق.

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى أكثر من 68 ألفًا منذ السابع من أكتوبر 2023

من جهة أخرى، انتشلت فرق الإسعاف والطوارئ منذ سريان وقف إطلاق النار جثامين 432 شهيدًا من مناطق مختلفة في القطاع، معظمهم من تحت أنقاض المباني المدمرة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 13 شهيدًا، بينهم 7 جراء استهداف مباشر من قوات الاحتلال و6 جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى 8 إصابات وُصفت ما بين المتوسطة والخطيرة.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن حصيلة العدوان منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بلغت حتى اليوم 68,229 شهيدًا و170,369 إصابة.

أما منذ سريان وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025، فقد سجلت الوزارة 87 شهيدًا و311 إصابة، إلى جانب انتشال جثامين 432 شهيدًا من مناطق مختلفة في قطاع غزة، ما يؤكد استمرار الآثار المروّعة لحرب الإبادة رغم الهدوء النسبي.

ووصف مدير شؤون وكالة "أونروا" في غزة الساعات الأربع والعشرين الماضية بأنها كانت "كارثية"، قائلاً:"فقدنا أربعة أشخاص كانوا يحتمون في مدرسة تابعة للأونروا. إحدى الموظفات فقدت والدها ووالدتها وشقيقها وعددًا من أفراد عائلتها — بعد عامين من هذه المعاناة".

وأضاف:"يجب أن تتوقف معاناة الناس في غزة، حان الوقت للسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، بما في ذلك من خلال 'أونروا'، ويجب أن تكون هناك مساءلة".

وفي سياق دخول المساعدات، قال برنامج الغذاء العالمي إن الإمدادات التي وصلت إلى غزة حتى الآن تكفي فقط نحو نصف مليون شخص لمدة أسبوعين، مشيرًا إلى أن بعض المساعدات وصلت إلى شمال القطاع، لكنها لا تغطي الاحتياجات المتزايدة للسكان.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغ إجمالي الشاحنات التي دخلت القطاع منذ بدء سريان وقف إطلاق النار 986 شاحنة فقط من أصل 6,600 شاحنة كان من المفترض دخولها حتى مساء الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وفق نصوص الاتفاق.

وأوضح المكتب أن القوافل التي سمح بدخولها شملت 14 شاحنة غاز طهي و28 شاحنة سولار مخصصة لتشغيل المخابز والمستشفيات والقطاعات الحيوية، محذرًا من أن متوسط عدد الشاحنات اليومية لا يتجاوز 89 شاحنة فقط عوضا عن 600 شاحنة مطلوبة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.

وأكد أن هذه الكميات المحدودة لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية للسكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والوقود وغاز الطهي، داعيًا إلى تدفق عاجل ومنتظم للمساعدات الإنسانية وضمان إدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا تشمل المواد الغذائية والطبية والإغاثية ومستلزمات الحياة اليومية.

من جانبه، قال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم "أونروا"، في حديثٍ لقناة "العربية"، إن لدى الوكالة ما يقارب 6,000 شاحنة مساعدات جاهزة على أبواب غزة تكفي سكان القطاع بالمواد الغذائية لمدة ستة أشهر، إضافة إلى مئات آلاف الخيام ومستلزمات الإيواء الضرورية مع اقتراب فصل الشتاء، إلا أن السلطات "الإسرائيلية" ما زالت تمنع دخولها.

وأوضح أبو حسنة أن ما سُمِح بدخوله حتى الآن هو "عدد محدود من الشاحنات التي تحمل مواد تجارية"، في وقت يعتمد فيه 95% من سكان القطاع على المساعدات الإنسانية، ولا يملكون القدرة على شراء هذه المواد.

وفي ختام تصريحه، شدّد على أن استعادة التعليم في غزة تمثل أحد المحاور الأساسية في عمل الوكالة، قائلاً: "بالنسبة للأطفال الذين لم يعرفوا سوى الحرب والنزوح لأكثر من عامين، يجلب التعليم الأمل والتعافي. جميع الأطفال أينما كانوا يستحقون فرصة التعلم واللعب والحلم مرة أخرى".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين- وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد