تصدّرت المرشحة الأميركية من أصل فلسطيني كات أبو غزالة، قائمة المرشحين عن الحزب الديمقراطي في سباق انتخابات الكونغرس الأميركي عن الدائرة التاسعة في ولاية إلينوي، من حيث الدعم الشعبي وحجم التمويل، رغم الحملات الدعائية والهجمات المنظمة التي تشنّها جماعة الضغط المؤيدة للاحتلال "إيباك" لمحاولة ثني الناخبين عن دعمها.
وأكدت أبو غزالة، في تصريح عبر منصاتها الرقمية، أنها "لن تخضع لضغوط جماعات النفوذ المالي التي تروّج للاحتلال الإسرائيلي"، مشددة على أن حملتها "تعكس أصوات الأميركيين التوّاقين إلى العدالة وحقوق الإنسان في فلسطين وسائر العالم".
وبحسب تقارير صحفية أميركية، نجحت حملة أبو غزالة في جمع أكثر من مليون ونصف المليون دولار حتى الآن، لتتقدّم على منافسيها من حيث التمويل الشعبي.
فقد أنهت الربع المالي لشهر نيسان/أبريل بمبلغ تجاوز 378 ألف دولار، ثم واصلت نموّها خلال الأشهر اللاحقة لتجمع نحو 619 ألف دولار في الربع الأخير، ما رفع إجمالي تمويلها إلى أكثر من 1.5 مليون دولار.
وفي المقابل، جمع منافسها دانييل بيس نحو 705 آلاف دولار في الربع الثاني و612 ألف دولار في الربع الثالث، ليبلغ مجموع تمويله نحو 1.3 مليون دولار فقط.
لكن اللافت في حملة أبو غزالة هو الطبيعة الشعبية لمصادر تمويلها؛ إذ أظهرت بيانات لجنة الانتخابات الفدرالية أن نحو 74% من تبرعاتها جاءت من مساهمات فردية صغيرة لا تتجاوز 200 دولار، أي ما يزيد على 1.1 مليون دولار مصدرها مؤيدون عاديون، بخلاف خصومها الذين يعتمدون على تمويل اللوبيات والمؤسسات التقليدية.
ويرى مراقبون أن هذا المؤشر يعكس اتساع قاعدة التأييد الشعبي لأبو غزالة، ويعبّر عن ميل متزايد لدى الناخبين الشباب والليبراليين نحو المرشحين الداعمين لحقوق الإنسان في فلسطين.
وفي محاولة لإضعاف زخم حملتها، كشفت تقارير أميركية عن قيام لجنة الشؤون العامة "الأميركية– الإسرائيلية" (إيباك) بإرسال رسائل دعائية إلى ناخبين في شيكاغو لحثّهم على عدم التصويت لأبو غزالة، ضمن مساعٍ مبكرة للتأثير على نتائج الانتخابات التي تبعد أكثر من عام.
إلا أن أنصار المرشحين المؤيدين للحق الفلسطيني أطلقوا حملات دعم إلكترونية وميدانية لمساندتها، معتبرين أنها تمثل "صوت التغيير الأخلاقي داخل الحزب الديمقراطي".
من هي كات أبو غزالة؟
كاثرين ماري "كات" أبو غزالة، المولودة في 24 آذار/مارس 1999 في دالاس – تكساس، هي صحفية وناشطة سياسية من الجيل الجديد (Gen Z) تنحدر من أصول فلسطينية.
والدها علاء الدين أبو غزالة فلسطيني الأصل، وجدّها طاهر أبو غزالة من مدينة القدس، اضطر لمغادرتها إلى الكويت عقب نكبة عام 1948 قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة للدراسة في خمسينيات القرن الماضي، فيما تنحدر والدتها من عائلة أميركية محافظة في ولاية تكساس.
درست أبو غزالة الصحافة والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، وبدأت مسيرتها المهنية في منصة Media Matters for America، حيث عرفت بأسلوبها الساخر وانتقاداتها الحادة للإعلام اليميني الأميركي، كما نشرت مقالات في Mother Jones وThe New Republic.
انتقلت إلى شيكاغو عام 2024 لإطلاق حملتها الانتخابية للكونغرس عن الدائرة التاسعة في آذار/مارس 2025، متبنّية خطابًا تقدميًا يركّز على العدالة الاجتماعية، والرعاية الصحية، والتعليم، وحقوق المهاجرين، إلى جانب موقفها الواضح من القضية الفلسطينية التي تصفها بأنها "اختبار أخلاقي للسياسة الخارجية الأميركية".