استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في تصعيد جديد نفّذه جيش الاحتلال مع استمرار خروقات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر عمليات قصف واستهداف متكررة لمناطق متفرقة من القطاع، في وقتٍ حذّرت فيه منظمة "يونيسيف" من أنّ مليون طفل يعيشون "أهوال البقاء على قيد الحياة" في ما وصفته بأخطر مكان في العالم.

وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات الاحتلال شنّت صباح اليوم الإثنين 27 تشرين الأول/أكتوبر، غارات جوية مكثفة على مناطق شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، استهدفت أراضي زراعية ومواقع حدودية، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة خمسة آخرين في بلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة، بحسب ما أفاد به مجمع ناصر الطبي.

 

كما قصفت المدفعية التابعة للاحتلال مناطق شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع، فيما أطلقت الآليات العسكرية نيرانها تجاه المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، وسط تحليق مكثّف للطائرات الحربية والاستطلاعية.

وذكرت مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال نسفت عددًا من المباني السكنية شرقي مدينة غزة، وألقت طائرات مسيّرة قنابل قرب مخيمات النازحين عند مفترق الشجاعية.

ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الاحتلال "الإسرائيلي" بخرق الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار، إلى جانب عرقلة دخول المساعدات الإنسانية ومواد البناء والمعدات اللازمة لإعادة الإعمار.

من جانبها، أكدت حركة "حماس" أنّ الاحتلال يواصل الخروقات "على مدار الساعة"، محذّرة من أنّ استمرار الاعتداءات سيعيد الأوضاع إلى مربع التصعيد.

وفي الإطار الإنساني، قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن البلديات تواجه شللاً شبه تام في قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية؛ بسبب عدم دخول الآليات والمعدات اللازمة للعمل.

وأوضح أنّ البلديات تحتاج إلى نحو 250 آلية وأكثر من ألف طن من مادة الأسمنت لإعادة تشغيل آبار المياه وصيانة شبكات البنية التحتية المدمّرة، مؤكداً أنّ الأعمال الجارية حالياً "محدودة وجزئية" بسبب ضعف الإمكانيات.

كما قال المدير الطبي لمستشفى الكويت الميداني في غزة إن المستشفى يعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيرًا إلى أنّ الطواقم الطبية كانت تأمل بانفراجة بعد وقف إطلاق النار، لكن ذلك "لم يحدث"، ما جعلها عاجزة عن تلبية احتياجات المرضى المتزايدة يومًا بعد يوم.

من جهتها، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أنّ نحو مليون طفل في غزة يعيشون "أهوال البقاء على قيد الحياة في أحد أخطر أماكن العالم"، مع ازدياد حالات سوء التغذية الحاد وانتشار الأمراض ونقص المياه الصالحة للشرب.

وأكدت "يونيسيف" أنّها تواصل تزويد الأهالي في غزة بمياه الشرب النظيفة والملابس والمأوى ضمن مساعيها لتخفيف المعاناة المتفاقمة التي تطال الأطفال وعائلاتهم منذ اندلاع حرب الإبادة على القطاع.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد