قررت السلطات في المجر إلغاء المنحة الدراسية لطالبة أردنية بعدما احتجّت على مشاركة أكاديمي "إسرائيلي" في فعالية جامعية بالعاصمة بودابست، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا بشأن حرية التعبير وتسييس المؤسسات التعليمية في المجر.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة 31 تشرين الأول/ اكتوبر، أن الطالبة التي كانت ترتدي الكوفية الفلسطينية قاطعت المحاضر "الإسرائيلي" "ألكسندر جاكوبسون" أثناء حديثه خلال فعالية أكاديمية، مرددة شعارات مؤيدة لفلسطين ومنددة بالاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة فإن هذا الموقف أثار غضب الأوساط الرسمية المجرية، التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات عقابية بحقها.
وقال وزير الثقافة والابتكار المجري "بلاز هانكو": إن حكومته قررت إلغاء المنحة الحكومية الممنوحة للطالبة الأردنية، معلنًا أنه سيعمل على تعديل القوانين لتشمل إمكانية سحب المنح الدراسية من أي طالب يخلّ بالنظام العام أو الأمن، في إشارة مباشرة إلى ما اعتبره “سلوكًا غير مقبول داخل المؤسسات الأكاديمية”.
وتأتي هذه الخطوة، بحسب يديعوت أحرونوت، في ظل تقارب سياسي غير مسبوق بين بودابست وتل أبيب، تجلّى في تصريحات مسؤولين مجريين خلال قمة سياسية نُظمت مؤخرًا في العاصمة المجرية بعنوان "المجر – أقرب حليف لإسرائيل في أوروبا"، حيث أكد مسؤولون مجريون دعمهم الثابت لـ"إسرائيل" في المحافل الدولية.
وفي السياق ذاته، وجّه ما يسمى وزير التعليم في حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" "يوآف كيش" الشكر لنظيره المجري على موقفه الداعم لـ"إسرائيل"، معتبرًا أن التعليم يمثل خط الدفاع الأول ضد معاداة السامية، في إشارة واضحة إلى احتجاج الطالبة الأردنية.
هذا القرار يعكس تضييقًا متزايدًا على حرية التعبير في المجر، خصوصًا في ظل حكومة رئيس الوزراء "فيكتور أوربان" التي تُعد من أكثر الحكومات الأوروبية قربًا من الاحتلال "الإسرائيلي".
بينما تسعى بودابست إلى تبرير مواقفها الداعمة لـ"إسرائيل" عبر خطاب يربط بين حماية القيم الغربية ومساندة تل أبيب، في وقت يتهمها منتقدون باستخدام قوانين الأمن العام لقمع الأصوات المؤيدة لفلسطين.
ولم تصدر حتى الآن أي تصريحات من السفارة الأردنية في بودابست أو وزارة التعليم الأردنية بشأن ما ورد من إلغاء المنحة للطالبة الأردنية.
