استيقظ أهالي مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان صباح أمس الاثنين 3 تشرين الأول/ نوفمبر، على مشهد جديد من العزلة، بعد أن أقدم الجيش اللبناني على إغلاق أحد أهم المداخل الحيوية للمخيم، وهو المدخل المتصل بـ حي خليل الرحمن، ضمن سلسلة إجراءات أمنية تهدف إلى إقفال المعابر غير الشرعية بين المخيم والمناطق المجاورة، بحسب الجيش اللبناني.
القرار أثار استياءً واسعاً في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، الذين رؤوا فيه خطوة تُفاقم من معاناتهم اليومية وتُعقّد حركة تنقلهم نحو المدارس وأماكن العمل والمرافق العامة، في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية خانقة.
وقال مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم البداوي، أبو رامي خطّار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن "الإغلاقات التي ينفذها الجيش اللبناني لمداخل مخيم البداوي لها آثار سلبية على حياة اللاجئين الفلسطينيين من حيث حركة الدخول والخروج والتجارة والتواصل مع الجوار"، مضيفاً أن "رغم قلة الخدمات وتقليصات الأونروا وشحّ الإمكانيات والوضع الاقتصادي الصعب، زادوا علينا عبئاً جديداً بإغلاق مدخل حيوي للمخيم".
البحث عن حلول
من جانبه، أوضح أمين سر الفصائل الفلسطينية في المخيم، أبو بكر الأسدي، لموقعنا، أن "قرار الجيش بإغلاق مداخل مخيم البداوي قرار مركزي لا يمكن لأي جهة محلية إيقافه"، مشيراً إلى أن "القيادة السياسية الفلسطينية في رام الله والسفارة الفلسطينية تابعت الموضوع مع مخابرات الجيش".
وأضاف: "نحن لا نستطيع إلغاء القرار، والجيش سينفذه بناءً على توجيهات مركزية وسياسية، لكننا نحاول إيجاد حلول بإنشاء منافذ مخصصة للمشاة لتسهيل حركة الأهالي وطلاب المدارس".
وشدد الأسدي على أن المخيم، الذي مضى على وجوده أكثر من سبعين عاماً، كان دائماً مفتوحاً على الجوار، وأن "من الطبيعي أن يعمّ الغضب والاستياء بين السكان الذين يرون في هذا المدخل شريان حياة ومنفذاً رئيسياً للتواصل مع الخارج".
ازدحام خانق على البوابة الرئيسية
أما الناشط الاجتماعي سامر البجيرمي، فاعتبر في حديث مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن "حي خليل الرحمن الذي فُصل عن المخيم هو امتداد سكاني طبيعي لأهالي البداوي، رغم أنه يُعد جغرافياً خارج حدوده"، موضحاً أن "سكان الحي سيضطرون اليوم إلى السير لمسافات طويلة للوصول إلى داخل المخيم بعد الإغلاق".
وأشار البجيرمي إلى أن "القرار سيخلق أزمة حقيقية داخل المخيم وخارجه، نتيجة الازدحام الخانق على المدخل الرئيسي بعد إقفال أكثر من 12 مدخلاً فرعياً"، محذراً من أن "قدوم فصل الشتاء سيزيد المعاناة، إذ سيضطر الأطفال إلى المشي تحت المطر والبرد لمسافات طويلة، ما يعرض حياتهم للخطر".
وأضاف أن "القرار من الناحية الإنسانية صعب جداً وسيترك آثاراً سلبية تمسّ الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين في المخيم"، لافتاً إلى أن "الناشطين والأهالي لم يفهموا بعد مبررات الجيش اللبناني لاتخاذ مثل هذا القرار، خاصة أنه يتناقض مع تصريحات لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني التي تؤكد دوماً حرصها على تسهيل حياة اللاجئين وتقديم الخدمات لهم".
وختم البجيرمي بالقول: "للأسف، ما نراه على الأرض يناقض الشعارات الرنانة والوعود التي تُكتب على الورق. فبينما تتحدث الجهات الرسمية عن تحسين الواقع المعيشي للاجئين، يقوم الجيش بإغلاق مدخل حيوي يشكّل شريان حياة للمخيم. شرّ البلية ما يُضحك".
الجدير ذكره، أنّ مصادر محليّة في المخيم اوضحت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ قرار الجيش اللبناني باغلاق مداخل مخيم البداوي، واخرها مدخل حي خليل الرحمن، وقبل ذلك اقدم على اغلاق 11 مدخلاً بين المخيم ومحيطه، أنّ هذه الاغلاقات جاءت بتنسيق بين سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت والجيش اللبناني، دون تأكيدات رسمية حول ذلك.
اقرأ/ي أيضاً: الجيش اللبناني يعزل حيّ خليل الرحمن عن مخيم البداوي شمالي لبنان
