شهد قطاع غزة، فجر اليوم تصعيداً جديداً من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، في إطار استمرار خروقات اتفاق وقف إطلاق النار شمل عمليات قصف ونسف واعتقالات، إلى جانب تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل انهيار المنظومة الصحية ونقص الإمدادات الطبية.
وأعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد فلسطيني جراء قصف من طائرة مسيّرة "إسرائيلية" استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي القطاع كما استشهد طفل من عائلة الأسطل نتيجة انفجار جسم من مخلفات جيش الاحتلال في المنطقة ذاتها.
في حين أطلق جيش الاحتلال نيرانه الكثيفة تجاه المناطق الشرقية لمدينة خان يونس وحي الشجاعية شرق مدينة غزة في الوقت نفسه، أقدمت قوات الاحتلال على تفجير عدد من المباني السكنية في المنطقة الوسطى من القطاع.
وأكدت مصادر محلية أن جيش الاحتلال نفذ عمليات نسف واسعة شرق خان يونس داخل ما يسمى بمناطق "الخط الأصفر" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، في خرق جديد للاتفاق، تزامناً مع استمرار إطلاق النار الكثيف من الزوارق الحربية "الإسرائيلية" على المناطق الساحلية القريبة من ميناء غزة وغرب رفح.
في السياق الإنساني، دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى تنفيذ إجلاء طبي عاجل لآلاف المرضى في القطاع، مؤكدة أن النظام الصحي في غزة يواجه انهياراً كاملاً.
وأوضحت المنظمة أن أكثر من 12,500 مريض بالسرطان يواجهون خطر الموت بسبب انقطاع الدواء ونقص الأجهزة الطبية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن نحو 64% من أدوية السرطان نفدت تماماً، في ظل غياب أجهزة التشخيص والمتابعة، مما يجعل إنقاذ حياة المرضى مهمة شبه مستحيلة.
من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور خطير في الأوضاع المعيشية مع اقتراب فصل الشتاء، مشيرين إلى أن مئات آلاف العائلات باتت بلا مأوى أو وسائل تدفئة في ظل الأمطار والبرد القارس.
وفي تطور آخر، كشفت الهيئة الجنائية في غزة عن وجود آثار عمليات جراحية وتشوّهات خطيرة في عدد من جثامين الشهداء الذين سلّمهم الاحتلال مؤخراً.
وأوضح المتحدث باسم الأدلة الجنائية، محمود عاشور، أن بعض الجثامين كانت تحمل آثار تقييد في الأطراف والعينين وإصابات مباشرة بالرصاص، في حين وُجدت أجساد مطموسة أو مشوهة بالكامل، ما يثير شبهات حول وقوع عمليات إعدام ميدانية بحق الأسرى الفلسطينيين.
