استُشهد فلسطينيان اثنان أحدهما طفل، ظهر اليوم الإثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر، في قصف "إسرائيلي" استهدف بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفق ما أفادت به مصادر طبية.
وفي اليوم الحادي والثلاثين من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خروقاته، حيث شن فجر اليوم غارات على مناطق متفرقة في خان يونس ورفح ومدينة غزة، تزامنًا مع عمليات نسف نفذتها قوات الاحتلال شرقي خان يونس ورفح.
كما أطلقت آليات الاحتلال النيران تجاه المناطق الشرقية من دير البلح وسط القطاع، فيما فتحت قواته نيرانها صوب عدد من النازحين أثناء جمعهم للحطب شمال شرقي مخيم البريج.
ومنذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يواصل الاحتلال ارتكاب انتهاكاته، إذ ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 243 والمصابين إلى 619، فيما جرى انتشال 528 جثمانًا من بين الركام، لترتفع حصيلة الشهداء منذ اندلاع حرب الإبادة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 69,178 شهيدًا، و170,690 مصابًا.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة باستلام 15 جثمانًا لشهداء أفرج عنهم الاحتلال "الإسرائيلي" بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووصلت الجثامين إلى مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، ليرتفع إجمالي عدد الجثامين المستلمة إلى 315 جثمانًا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحة إلى أن معظم الجثامين تظهر عليها علامات تعذيب وحرق وإعدام ميداني، إذ كانت مقيدة الأيدي ومعصوبة الأعين، ما صعّب عملية التعرف عليها.
وكانت الصحة قد أكدت بدء إجراءات دفن 38 شهيدًا تعذر التعرف على هوياتهم بسبب حالة الجثامين أثناء احتجازها لدى الاحتلال، مؤكدة أن عملية الدفن ستتم بإشراف فرق الطب الشرعي ووزارة الأوقاف وفق الإجراءات الشرعية والإنسانية.
يأتي ذلك في ظل دمار هائل تعيشه مدينة غزة بسبب العدوان "الإسرائيلي" حيث أكد المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا بأن مدينة غزة تعرّضت لدمار واسع وغير مسبوق.
وأشار مهنا إلى أن نحو 85% من البنية التحتية في المدينة تضرّرت، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والمرافق العامة والتعليمية والاقتصادية.
ووثق مركز غزة لحقوق الإنسان معاناة نحو مليوني فلسطيني من كارثة إنسانية متصاعدة مع اقتراب فصل الشتاء، وسط نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية.
عائلات فلسطينية تسكن فوق ركام المباني المدمرةة في جباليا شمالي قطاع #غزة#غزة_الآن pic.twitter.com/JHdOKjS58L
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) November 7, 2025
وأوضح المركز في تصريحات صحفية أن عشرات آلاف الأسر لا تزال تقيم في خيام مهترئة لا تقيهم برد الليل ولا أمطار الشتاء، مشيرًا إلى أنه لم يتم تلبية سوى 23% من احتياجات المأوى الشتوي، ما يعني أن نحو 945 ألف شخص يعيشون دون حماية كافية.
وأضاف أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن 1.5 مليون شخص معرّضون للبرد والأمطار نتيجة تأخر دخول مواد الإيواء، في وقت تُعد فيه نحو 74% من الخيام الحالية غير صالحة للسكن بسبب التآكل وسوء الجودة.
وبيّن المركز أن الخيام لم تعد كافية لتوفير الحد الأدنى من الأمان الإنساني، داعيًا إلى اعتماد الكرفانات كبديل أكثر فعالية يوفر حماية من البرد والمطر، ويحدّ من مخاطر الأمراض التنفسية وحالات الوفاة بين الأطفال وكبار السن.
وطالب المركز بـفتح جميع المعابر فورًا والسماح بدخول مواد الإغاثة الشتوية الأساسية لتفادي تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
