شهدت بلدات ومخيمات الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، فجر اليوم الثلاثاء 11 تشرين الثاني/نوفمبر، حملة اقتحامات واسعة نفذتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، تخللتها اعتقالات وتمركز عسكري في عدد من المناطق، إلى جانب تحويل منازل إلى ثكنات، وإصدار إخطارات بهدم منازل أسرى، بالتوازي مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على المزارعين والمنازل الفلسطينية.

ففي محافظة طوباس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عقابا وعدداً من الأحياء في المدينة وبلدة طمون، وسط انتشار عسكري كثيف ومداهمات طالت منازل الفلسطينيين دون الإبلاغ عن اعتقالات.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أخطرت عائلة الأسير أيمن ناجح غنام بهدم منزلها المكوّن من طابقين في بلدة عقابا، بعد اقتحامه وتفتيشه.
وكان جيش الاحتلال قد اعتقل غنام عقب إصابته بجراح خطيرة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إثر غارة "إسرائيلية" استهدفت مركبة أسفرت عن استشهاد كرم حاتم أبو عرة ومحمد سميح غنام. ويأتي هذا الإخطار بعد نحو شهرين من هدم منزلين في البلدة ذاتها في التاسع من أيلول/سبتمبر الماضي.

وفي مدينة جنين، تشهد بلدة يعبد عملية اقتحام "إسرائيلية" واسعة منذ ساعات الفجر، حيث حوّلت قوات الاحتلال نحو ستة منازل إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها منها، ما أدى إلى تعطيل الدراسة في البلدة واعتماد عدد من المدارس نظام التعليم عن بُعد.

وقال رئيس بلدية يعبد أمجد عطاطرة إن قوات الاحتلال منعت أصحاب المنازل من العودة إليها أو حتى إدخال مقتنياتهم الضرورية، مشيراً إلى أن جميع مداخل البلدة لا تزال مغلقة باستثناء مدخل واحد أقيم عليه حاجز تفتيش عسكري.

وفي محافظة بيت لحم، نصبت قوات الاحتلال خيمة عسكرية عند المدخل الغربي لبلدة تقوع، ووضعت في محيطها أجهزة اتصال لاسلكية، فيما انتشر العشرات من الجنود في المنطقة، ما أثار حالة من التوتر والقلق بين الأهالي.

أما في رام الله، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا غرب المدينة، وسيرت آلياتها العسكرية في الشوارع، مطلقة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع دون الإبلاغ عن وقوع إصابات أو اعتقالات.

وطالت الاقتحامات عدة مخيمات في نابلس والخليل، منها مخيما عسكر القديم والجديد، إلى جانب بلدة حوارة جنوب نابلس، إضافة إلى مخيم العروب في الخليل، حيث تمركزت قوات الاحتلال في منطقة واد الهرية وأقامت نقاط مراقبة عسكرية.

وفي السياق الميداني ذاته، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، حيث أفادت منظمة البيدر الحقوقية بأن مستوطنين قاموا بحراثة أراضي المزارعين في منطقة رأس القاضي ببلدة حلحول شمال الخليل، بحماية من قوات الاحتلال. كما أغلق مستوطنون الطريق المؤدي إلى منزل عائلة صوفان في قرية بورين جنوب نابلس، في استمرارٍ لاعتداءاتهم المتكررة على المنزل وأراضي العائلة.
وفي تجمع أبو ناجح البدوي قرب قرية المغير شمال شرق رام الله، أطلق مستوطنون مواشيهم بين مساكن الفلسطينيين في اعتداء جديد يهدف إلى التضييق على الأهالي ودفعهم للرحيل عن أراضيهم.
وتأتي هذه الاقتحامات والاعتداءات المتزامنة في ظل تصعيد متواصل ضد مدن وبلدات الضفة الغربية، يشمل إخطارات بالهدم، واعتقالات، وإغلاق طرق رئيسية، وتحويل منازل إلى نقاط عسكرية، في سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض الحياة اليومية للفلسطينيين وإدامة واقع الحصار الأمني والعسكري.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين- متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد