وجّه نشطاء من الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، يوم الاثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر، رسالة إنسانية عاجلة إلى عدد من الجهات الدولية، أبرزها بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة حقوق الإنسان في لبنان، دعوا فيها إلى تدخّل عاجل لإنقاذ آلاف الأسر الفلسطينية من أوضاعها الإنسانية والقانونية المتدهورة.
وجاءت الرسالة في إطار سلسلة من التحركات والضغوط الإعلامية والمراسلات التي ينفّذها نشطاء فلسطينيّو سوريا في لبنان منذ أسابيع، بهدف إيصال صوت اللاجئين المهجّرين إلى الجهات الدولية، وتسليط الضوء على واقعهم الصعب في ظل غياب الدعم الكافي وتراجع المساعدات الإنسانية.
وأوضح البيان أنّ وكالة "أونروا" أوقفت منذ أشهر صرف المساعدات المالية الشهرية التي كانت تقدّمها للعائلات، ما أدى إلى تفاقم أزماتهم المعيشية، حيث باتت مئات الأسر عاجزة عن تسديد إيجارات المنازل ومهدَّدة بالإخلاء والتشرّد. كما انعكس انقطاع الكهرباء وعدم القدرة على دفع الفواتير بشكل مباشر على حياة اللاجئين، لا سيّما الأطفال الذين يعيشون في بيئة تفتقر إلى أبسط مقوّمات الراحة والأمان.
وأشار النشطاء إلى أنّ وضع الأطفال الفلسطينيين السوريين بات مأساوياً، إذ تطالب بعض المدارس بإقامات قانونية لتسجيلهم أو منحهم شهاداتهم، ما يحرمهم من حقّهم في التعليم، في حين تعاني العديد من الأسر من نقص الغذاء إلى حدّ الاكتفاء بوجبة واحدة يومياً، وسط تراجع فرص العمل وانعدام المساعدات.
ومع اقتراب فصل الشتاء المعروف ببرودته القاسية في لبنان، نبّه البيان إلى أنّ معاناة اللاجئين تتفاقم بسبب غياب وسائل التدفئة وصعوبة تأمين الوقود أو البطانيات، محذّراً من خطر يتهدّد حياة الأطفال وكبار السن، وداعياً إلى تأمين دعم مالي عاجل لتدفئة العائلات وتوفير مستلزمات الشتاء قبل تفاقم الكارثة الإنسانية.
كما لفت النشطاء إلى أنّ مخيماتهم في سوريا لا تزال مدمّرة إلى حدّ كبير وفق تقارير "أونروا" الأخيرة، وتفتقر إلى البنى التحتية الأساسية، ما يجعل العودة إليها مستحيلة حالياً، ويبقي آلاف الأسر في حالة تهجير قسري مزمن.
وطالب البيان الجهات الدولية المعنية باتخاذ خطوات ملموسة تشمل الضغط على وكالة "أونروا" لصرف المساعدات المالية الشهرية المتوقفة منذ أشهر، وتوفير دعم شتوي عاجل للعائلات والأطفال، وتسهيل إجراءات الإقامة القانونية للاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، وضمان حقّ الأطفال في التعليم وتأمين الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
إضافة للتنسيق مع وكالة "أونروا" لضمان استمرارية الخدمات الأساسية وصون كرامة اللاجئ، إلى جانب تقديم دعم مالي وبرامج نقل للراغبين في العودة الطوعية إلى سوريا، والمساهمة في إعادة إعمار منازلهم ومخيماتهم المدمّرة.
وفي السياق ذاته، دعت لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين والحراك الفلسطيني في المخيمات والفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى اعتصام جماهيري أمام المكتب الرئيسي لوكالة "أونروا" في بيروت، يوم الأربعاء 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 عند الساعة 11:00 صباحاً، تحت شعار "لن نقف صامتين.. كرامتنا لا مساومة عليها"، تأكيداً على أنّ كرامة وحقوق الفلسطينيين لا تتجزأ، ورفضاً لإهمال إدارة الوكالة لمطالب اللاجئين في إيقاف النزيف في القطاع الصحي، وتحسين الظروف التعليمية في المدارس ووقف الدمج والاكتظاظ في الصفوف، ودعماً لإعادة تفعيل برنامج الشؤون الاجتماعية ومساعدات فلسطينيي سوريا واستكمال إعمار مخيم نهر البارد.
وختم النشطاء رسالتهم بالتأكيد على أن الحلول المؤقتة لم تعد كافية، مشددين على ضرورة إيجاد حلّ جذري وشامل يضمن للاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان الاستقرار القانوني والمعيشي، ويحفظ كرامتهم الإنسانية إلى أن تتحقق عودتهم العادلة إلى وطنهم فلسطين.
