شنّت وزارة خارجية كيان الاحتلال "الإسرائيلي" هجوماً حاداً على رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور، متهمةً إياه بـ"معاداة السامية" و"الانحطاط الأخلاقي"، بعد أن اختار المشاركة في فعالية نظمها المركز النرويجي لمناهضة العنصرية بدعم من اللجنة النرويجية لفلسطين، بدلاً من حضور احتفال نظمته الجالية اليهودية في أوسلو لإحياء ذكرى "ليلة الزجاج المكسور" (1938)، التي شهدت اعتداءات نازية على اليهود في ألمانيا.
وقالت الخارجية "الإسرائيلية" في بيان صدر عنها الأحد 9 تشرين الثاني/نوفمبر، إن ستور "سجّل أرقاماً قياسية جديدة في العداء لـ إسرائيل ومعاداة السامية"، على حدّ تعبيرها، معتبرةً أن اختياره المشاركة في الفعالية "يمثّل إهانة لذكرى ضحايا الهولوكوست"، وأنه "حوّل مناسبة لتخليد ضحايا الاضطهاد النازي إلى أداة سياسية ضد الدولة اليهودية والإسرائيليين".
وزعمت الوزارة أن الفعالية التي حضرها رئيس الوزراء "تستغل ذكرى الهولوكوست لتأجيج معاداة الصهيونية ومعاداة السامية"، وأن رفضه المشاركة في احتفال الجالية اليهودية "يوجّه رسالة خطيرة مفادها أن ذكرى ضحايا الهولوكوست يمكن توظيفها لتحقيق مكاسب سياسية".
لكن رئيس الوزراء النرويجي ردّ على هذه الاتهامات خلال كلمته في الفعالية التي نظّمها المركز النرويجي لمناهضة العنصرية، مؤكداً أن حكومته "ستبذل قصارى جهدها لحماية ودعم يهود النرويج وجميع الأقليات"، وقال: "يجب أن تكون النرويج بلداً يمكن للمرء أن يقول فيه بفخر: أنا يهودي"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية".
ويأتي الهجوم "الإسرائيلي" في سياق توتر متصاعد بين تل أبيب وأوسلو منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث كان ستور من أبرز القادة الأوروبيين الذين انتقدوا علناً منع "إسرائيل" إدخال المساعدات الإنسانية إلى نحو 2.4 مليون فلسطيني، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 18 عاماً.
وكان يفترض أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى إنهاء العمليات العسكرية، غير أن "إسرائيل" واصلت خرقه يومياً، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 69 ألفاً و176 فلسطينياً، وإصابة نحو 170 ألفاً و690 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تدمير نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع، وفق تقديرات "الأمم المتحدة" التي قدّرت تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.
ويرى مراقبون أن الهجوم "الإسرائيلي" على رئيس الوزراء النرويجي يأتي ضمن محاولة ممنهجة لإسكات الأصوات الأوروبية التي تتهم تل أبيب بارتكاب جرائم حرب في غزة، وأن وصف انتقاد سياساتها بـ"معاداة السامية" أصبح سلاحاً سياسياً تستخدمه "إسرائيل" لتجريم التعاطف مع الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم.
