أكد مصدر خاص في حركة "حماس" لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن تشكيل "اللقاء التشاوري الوطني الفلسطيني" جاء نتيجة غياب عمل هيئة العمل الفلسطيني المشترك بعد انسحاب حركة "فتح" منها، وذلك عقب تسليم "الأمن الوطني الفلسطيني" سلاحه الثقيل للدولة اللبنانية.
وأوضح المصدر أن هذا الإطار الجديد تأسس لمواجهة التحديات الراهنة والخطيرة التي تعصف باللاجئين الفلسطينيين والمخيمات، وفي مقدمتها تقليص خدمات وكالة "أونروا" والإجراءات التي تتخذها مديرتها العامة في لبنان "دورثي كلاوس"، والتي قاطعتها الفصائل الفلسطينية، واتهمتها بتهميش دورها الوطني.
اللقاء يضمّ "حماس" و"الجهاد" و"الشعبية" و"أنصار الله" و"التيار الإصلاحي"
وقال المصدر: إن "اللقاء التشاوري الوطني" يضمّ كلاً من تحالف القوى الفلسطينية بما فيها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، و"القوى الإسلامية" ومن ضمنها "عصبة الأنصار" و"الحركة الإسلامية المجاهدة"، إلى جانب "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"أنصار الله" بزعامة جمال سليمان، و"التيار الإصلاحي" لحركة "فتح" برئاسة العميد محمود عبد الحميد المعروف بـ"اللينو".
وأضاف أن "تشكيل هذا الإطار جاء بعد تعطيل حركة فتح لهيئة العمل الفلسطيني المشترك"، مؤكداً: "لن نرضى أن نكون رهينة لقدوم ياسر عباس، ولن ننتظر من يملي علينا شروطه لمواجهة التحديات. اللاجئون يواجهون أوضاعاً خطيرة، لذلك أنشأنا هذا اللقاء للتشاور والتنسيق وتوحيد الجهود".
وشدّد المصدر على أن "اللقاء التشاوري" لا يعد بديلاً عن هيئة العمل الفلسطيني المشترك، موضحاً: "نحن متمسكون بالهيئة، وهذا الإطار الوطني جاء فقط في ظل غيابها، للتصدي للتحديات لا أكثر، ولا يكرّس مرجعية أخرى".
مقاطعة "دورثي كلاوس" ومواجهة مفتوحة مع إدارة "أونروا"
وفي ما يتعلّق بمقاطعة الفصائل الفلسطينية للمديرة العامة لوكالة "أونروا" في لبنان "دورثي كلاوس"، أكد المصدر أن العلاقة معها وصلت إلى مرحلة المواجهة العلنية، مضيفاً: "نحن الآن في مواجهة مفتوحة معها، وبدأنا حملة داخل المخيمات تشمل بيانات وتحركات واحتجاجات ضد سياساتها، لأنها قررت تهميشنا ومواجهتنا، ونحن لن نصمت".
وأضاف أن الفصائل منعت "كلاوس" من دخول المخيمات؛ بسبب ما وصفه بـ"سلوكها المتعالي وتجاوزاتها المتكررة"، قائلاً: "لم نطلب اللقاء معها، ولن نجتمع مع من ينفّذ مشاريع صهيونية أمريكية. هي تتجاهل مطالب اللاجئين، وتتصرف كأنها المرجعية الوحيدة، وتفصل المدرسين دون حسيب أو رقيب، وتلوّح بالعقوبات لفرض إرادتها".
ووصف المصدر قرارات "كلاوس" بأنها "استبدادية"، مشيراً إلى أن أداءها لا يخدم الفلسطينيين، إذ أوقفت المساعدات، وأهملت الملفين الصحي والتعليمي، وركّزت على فصل الموظفين بدواعٍ سياسية، معتبراً أن ما تقوم به "ليس عبثاً، بل عملاً منظّماً للهيمنة على القرار الفلسطيني داخل أونروا".
وتابع المصدر منتقداً التنسيق القائم بين "كلاوس" ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني رامز دمشقية، قائلاً: "تحوّل كلاوس ودمشقية إلى الآمرَين الناهيَين في ما يتعلق بشؤون شعبنا ومخيماتنا أمر غير مقبول، ولن نسمح بتهميش العنصر الفلسطيني".
تحركات جماهيرية مرتقبة ضد سياسات "أونروا"
كما أشار إلى أن الفصائل بصدد التحضير لتحرك جماهيري واسع لمواجهة "كلاوس" وأعوانها، معتبراً أن قراراتها "قمة في الوقاحة والتعامل الفوقي والظلم".
وختم المصدر حديثه ساخراً من إعلان "أونروا" الأخير بشأن السماح بإدخال بعض المفروشات والمراوح إلى المخيمات بعد التنسيق مع الدولة اللبنانية، قائلاً: "يقدمون ذلك كأنه إنجاز عظيم، بينما الحقيقة أنها مهزلة تكشف عجز الوكالة عن القيام بواجبها تجاه الفلسطينيين".
