شهدت العاصمة الألمانية أمس الخميس تحركاً احتجاجياً لافتاً نفّذه نشطاء مؤيدون لفلسطين، بعدما تسلّق عدد منهم بوابة براندنبورغ الشهيرة، ورفعوا لافتة ضخمة تندد بحرب الإبادة على قطاع غزة، وتطالب بـ"الحرية لفلسطين"، في رسالة مباشرة تعكس تصاعد الغضب الشعبي من الدعم الألماني المتواصل للعدوان الذي ينفّذه الاحتلال "الإسرائيلي".
وبحسب شرطة برلين، فإن ستة نشطاء وصلوا إلى محيط البوابة في ساحة باريسر بلاتز باستخدام شاحنة مزودة برافعة، صعد ثلاثة منهم عبرها إلى أعلى البوابة التي يبلغ ارتفاعها نحو 26 متراً، فيما بقي الثلاثة الآخرون داخل الشاحنة، وأحكموا إغلاقها لمنع تدخل الشرطة.
ورفع النشطاء لافتة كبيرة كتب عليها: "الإبادة الجماعية لن تتكرر مرة أخرى… الحرية لفلسطين"، كما أشعلوا شعلات حمراء، ورددوا هتافات مناهضة للحرب ومؤيدة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم شرطة برلين إن العملية نفذت "بسرعة عالية"، موضحاً أن الدوريات وصلت خلال دقائق، لكنها امتنعت من إيقاف الرافعة فوراً خشية سقوط المتسلقين.
وأضاف أن فريق إنقاذ متخصص تمكن، بعد نحو 90 دقيقة من المفاوضات، من إنزال النشطاء بأمان، مؤكداً توقيف جميع المشاركين الستة.
وأشار المتحدث إلى أن النشطاء يواجهون تهم التعدي على الممتلكات العامة ومخالفة قوانين السلامة، فيما يخضع النصب التاريخي—العائد إلى القرن الثامن عشر—لتقييم فني لتحديد ما إذا كانت الرافعة قد تسببت بأضرار هيكلية.
وأوضح أن بوابة براندنبورغ شهدت خلال السنوات الماضية احتجاجات مشابهة مرتبطة بقضايا سياسية وبيئية، وأن شرطة برلين أصبحت تمتلك خبرة واسعة في التعامل مع هذا النوع من التحركات الرمزية.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الغضب الشعبي الألماني تجاه موقف الحكومة من حرب الإبادة على غزة، إذ أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن 63% من الألمان يعارضون الهجوم على القطاع، فيما يرى 62% أن ما يجري على الأرض يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
ورغم هذا الرفض الواسع، يواصل المستشار الألماني فريدريش ميرتس التمسك بدعمه لـ"إسرائيل"، مؤكداً أن "ألمانيا تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه أمن الدولة اليهودية"، ورافضاً الدعوات المتزايدة لحظر تصدير الأسلحة، أو تجميد العلاقات التجارية مع تل أبيب، أو حتى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المرحلة الراهنة.
