كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" تعمل على توظيف عنف المستوطنين وإرهابهم في خدمة مخططات التهجير والتطهير العرقي بحق التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، في ظلّ تصاعد غير مسبوق للهجمات منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.
وأوضح المكتب في تقريره الأسبوعي الذي يغطي الفترة من 8 إلى 13 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّ عنف المستوطنين خرج عن السيطرة، وبات مصدر إحراج حتى لقيادات المعارضة "الإسرائيلية" مثل يائير لابيد وأفيغدور ليبرمان ويائير غولان، الذين وصفوا هذه الأفعال بأنها "عار" على "إسرائيل".
وبحسب بيانات جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" – رغم أنها لا تعكس الحقيقة كاملة وفق التقرير – فقد جرى تسجيل 1575 اعتداءً مصنّفًا كـ"جريمة قومية" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينها 704 اعتداءات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، استخدمت فيها أسلحة نارية وبيضاء ومواد حارقة.
كما صنفت 368 حادثة بأنها "إرهاب شعبي" متعمد، وأسفرت عن إصابة 174 فلسطينيًا منذ بداية العام، بزيادة 12% عن العام الماضي.
وأضاف المكتب أنّ تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير بأن المستوطنين تجاوزوا الخطوط الحمراء و"يشوّهون صورة الإسرائيليين" ليست إلا تضليلًا، إذ إنّ هذا الإرهاب يحظى بحماية قوات الاحتلال وتحريض مباشر من تحالف نتنياهو–سموتريتش–بن غفير، إلى جانب التغاضي الأميركي، بهدف تهيئة الظروف لتنفيذ مخططات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
وبيّن التقرير أنّ عشرات التجمعات الفلسطينية، خصوصًا الواقعة ضمن مناطق (ج)، أصبحت أهدافًا مباشرة لعمليات الهدم والتهجير سواء من جيش الاحتلال، أو من المستوطنين. ويعاني سكان هذه التجمعات من منع البناء، ورفض ربطها بالكهرباء والمياه، ومنع شق الطرق، في إطار سياسة ممنهجة لدفعهم للرحيل.
وأشار المكتب إلى أنّ وتيرة التهجير ارتفعت خلال العامين الأخيرين، إذ جرى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 تهجير عشرات التجمعات الفلسطينية بالقوة، وتجاوز عدد المهجّرين ألفي مواطن، فيما يواجه آلاف آخرون خطر التهجير المباشر نتيجة الاعتداءات اليومية للمستوطنين والبؤر الاستيطانية والمزارع الرعوية التي تضاعف انتشارها خلال الحرب.
وبحسب مركز "بتسيلم" لحقوق الإنسان، فقد أقيمت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 عشرات البؤر الاستعمارية الجديدة بدعم مباشر من سلطات الاحتلال، بهدف تهجير الفلسطينيين والسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي.
ولفت التقرير إلى أنّ عنف المستوطنين بات روتينًا مرعبًا للسكان، يشمل اعتداءات جسدية خطيرة، واقتحامات للمنازل ليلًا ونهارًا، وإحراق ممتلكات، وطرد الرعاة والمزارعين، وقتل وسرقة المواشي، وإتلاف المحاصيل، وسرقة المعدات، وإغلاق الطرق.
وختم التقرير بالإشارة إلى أنّ عمليات الهدم والتهجير تركزت مؤخرًا على التجمعات الرعوية المحيطة بالقدس، خصوصًا تجمع "معازي جبع" شمال شرق المدينة، وتجمع خربة أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل، في ظل حملة ممنهجة لدفع سكانها إلى الرحيل القسري.
