يواظب أهالي قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة على زيارتها بعد مرور عام على هدم سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" منازلها وتهجير سكانها قسرًا إلى بلدة حورة المجاورة، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وحقهم في العودة إليها رغم كل محاولات الاقتلاع.
وكانت السلطات "الإسرائيلية" قد هدمت القرية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 لصالح إقامة بلدة استيطانية جديدة تحمل اسم "درور"، ما أدى إلى تهجير نحو ألف من سكانها الذين يعيشون اليوم في مساكن مؤقتة تحت تهديد مستمر بالإخلاء، دون تلقي أي تعويضات أو بدائل سكنية.
وفي تقرير نشره موقع "عرب 48" أجرى فيه لقاءات مع أهالي القرية المهجرة الذين أكدوا أنهم رغم تهجيرهم لم ينقطعوا عليها يوماً
وفي التقرير، تقول احدى النساء التي كانت تقطن القرية وتدعى كاملة أبو القيعان، وهي شقيقة الشهيد يعقوب أبو القيعان الذي ارتقى برصاص شرطة الاحتلال عام 2017: إنها لم تنقطع عن زيارة قريتها رغم الهدم.
وتؤكد أبو القيعان أن التهجير لم ينهِ ارتباط العائلة بالأرض التي نشأت فيها أجيال كاملة والذين يعرفون الجدران والحجارة والأشجار إلا أنهم أخرجوا منها بالقوة ولا يزالون حتى اليوم ينتظرون عودتهم.
أما السيدة مريم أبو القيعان، وهي أم لأربع بنات، فتقول: إن معاناة العائلات لم تتوقف رغم مرور عام على الهدم: "نعيش اليوم في حورة دون أي ضمانات… قد نُطلب في أي لحظة بإخلاء المكان، هناك من يسعى لتفريقنا وإضعافنا".
ولا زالت مريم أبو القيعان تقف فوق أنقاض منزلها المدمر، تنظر طويلًا إلى الأشجار والنباتات التي زرعتها في ساحة بيتها قبل التهجير، وتقول: "أقف اليوم على ركام منزلي، وقلبي يعتصره الحزن على ما وصلنا إليه، هُجّرنا من بيوتنا التي كانت كل شيء بالنسبة لنا. كانت أم الحيران حياتنا وذكرياتنا، واليوم لم يبقَ منها سوى هذا الدمار".
ويؤكد الأهالي في قرية أم الحيران أن صمودهم وزياراتهم المتواصلة تعبير عن تمسّكهم بحقّهم في الأرض، وأنهم لن يتنازلوا عن أم الحيران مهما طال الزمن.
