كثّف الجيش "الإسرائيلي" غاراته الجوية وقصفه المدفعي وعمليات تدمير المباني السكنية والمنشآت في أربع مدن بقطاع غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول.
ومنذ ساعات صباح اليوم السبت 22 تشرين الثاني / نوفمبر شنّت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" عشرات الغارات على مناطق شرقي رفح وخان يونس جنوبي القطاع.
كما شملت الغارات أجزاء من حيي التفاح والشجاعية شرقي غزة شمال القطاع، تزامنًا مع قصف مدفعي مكثف وعمليات نسف مبانٍ بواسطة عربات مفخخة.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر محلية بوجود إصابات برصاص الجيش "الإسرائيلي" شرق مخيم البريج، فيما أُصيب فلسطيني آخر، قبل قليل، برصاص الاحتلال شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وبحسب شهود عيان، تتواصل عمليات الهدم وإطلاق النار شرق مدينة خان يونس بشكل متقطع، بالتزامن مع موجات من إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المنتشرة في المناطق الشرقية للقطاع.
الدفاع المدني: نقص المعدات يعطل انتشال جثامين الشهداء
والحال هذه، أعلن الدفاع المدني في غزة تأجيل عمليات انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، موضحًا أنه تلقى "وعودًا من منظمات دولية" بتقديم رافعات حديثة للمساعدة في هذه المهمة.
وذكر الدفاع المدني أن التعرف على هوية الجثامين ما يزال "معضلة حقيقية" في ظل غياب مختبرات فحص الحمض النووي أو أي دعم دولي متخصص، مشيرًا إلى وجود خطة لتوفير 20 رافعة، دون إمكانية تحديد مدة الانتهاء من انتشال الجثامين المتراكمة منذ الأشهر الماضية.
أطباء بلا حدود: وقف إطلاق النار هش والمساعدات شبه متوقفة
وقال منسق الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" في غزة "فرانتس لوف": إن المساعدات الإنسانية القادمة إلى غزة ما تزال "غير كافية على الإطلاق" رغم وقف إطلاق النار.
وأضاف لوف: "وقف إطلاق النار هش للغاية، والمساعدات الإنسانية لا تصل بوضوح. الوضع أفضل، لكن الآلام لم تنتهِ".
وأشار إلى أن معظم الخروقات "الإسرائيلية" تأتي من منطقة ما يسمى "الخط الأصفر" شرق خان يونس، مؤكدًا أن السكان لا يعرفون مواقع هذا الخط بدقة، وأن نيرانًا أُطلقت قبل يومين قرب مركز صحي تابع للمنظمة في منطقة المواصي.
وبيّن أن المساعدات الصحية والإنسانية تكاد تتوقف تمامًا، وأنه لا توجد منشأة طبية واحدة تعمل بكامل طاقتها في القطاع، محذرًا من أن السكان سيواجهون مجددًا ظروف الشتاء القاسية دون خيام أو وسائل تدفئة كافية.
كما دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على "إسرائيل" من أجل السماح بدخول المواد الضرورية إلى غزة، مشددًا على أن السكان يعانون من نقص السيولة المالية وعدم القدرة على شراء احتياجاتهم الأساسية، رغم دخول بعض السلع والخضروات والفواكه إلى الأسواق بأسعار "باهظة للغاية".
فيما أكد برنامج الأغذية العالمي أن العائلات تواجه نقصًا في السيولة المالية ولا تملك القدرة على شراء احتياجاتها.
وأشار إلى دخول بعض السلع والخضروات والفواكه إلى غزة، لكنها باهظة الثمن لافتاً إلى أن القتل في غزة مستمر رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
