شهد قطاع غزة، اليوم الاثنين 1 كانون الأول/ديسمبر، خرقًا جديدًا لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ 52 يومًا، بعد قصف مدفعي وغارات من مروحيات جيش الاحتلال على المناطق الشرقية لمدينتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع.
وأفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد فلسطيني برصاص جيش الاحتلال قرب ما بات يعرف بالخطّ الأصفر في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وتزامن التصعيد مع استمرار تحكم الجيش "الإسرائيلي" بما يسمى "المنطقة الصفراء" داخل القطاع، وفق ما نقلته قناة الجزيرة عن مصادر أمنية "إسرائيلية" رجّحت بقاء هذه السيطرة خلال المرحلة المقبلة.
وزعم جيش الاحتلال ليلًا أنه قتل أكثر من 40 مقاوماً قال إنهم كانوا داخل أنفاق شرقي رفح خلال الأسبوع الأخير، في حين أكدت حركة حماس أن مفاوضاتها مع الوسطاء لحل قضية مقاتلي القسام المحاصرين تعثرت بسبب مماطلة كيان الاحتلال وتراجعه عن مقترحات سابقة.
وفي تطور ميداني متصل، أعلن فريقان من الصليب الأحمر وكتائب القسام بدء البحث عن جثة محتجز "إسرائيلي" في مخيم جباليا شمالي القطاع. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن آلاف العائلات الفلسطينية ما تزال تجهل مصير ذويها، وسط ظروف إنسانية متدهورة ومعاناة نفسية متفاقمة.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة في غزة بأنها شرعت بدفن 15 شهيدًا كانت جثامينهم محتجزة لدى جيش الاحتلال بعد تعذر التعرف عليهم، نتيجة غياب المختبرات المتخصصة بفحص الحمض النووي.
وكان المتحدث باسم الأدلة الجنائية في غزة محمود عاشور قد ذكر سابقًا أن أعداد المفقودين تجاوزت 10 آلاف شخص.
كارثة طبية ممتدة: مرضى يموتون على المعابر ومنظومة صحية منهارة
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، د. منير البرش، في تصريحات صحفية إن نحو 1000 مريض توفوا أثناء انتظارهم فتح المعابر للعلاج، رغم حصولهم على نموذج "رقم 1" الذي يضمن تحويلهم طبيًا، في مؤشر خطير على حجم الانهيار الصحي الناتج عن الحصار وإغلاق المعابر.
وأوضح البرش أنّ 22 ألف حالة مرضية عُرضت على لجان التحويلات المشتركة مع منظمة الصحة العالمية، جرى الموافقة على 18,100 منها، بينهم: 5 آلاف مريض سرطان، 7 آلاف جريح، 5 آلاف طفل.
وأكد أنّ "جميع الملفات موجودة لدى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية… ولا ينقصهم سوى فتح المعبر".
وأشار إلى أنّ أكثر من 170 ألف جريح بحاجة لعمليات معقدة غير متوفرة داخل غزة بسبب الانهيار الكامل للمنظومة الصحية.
وشدد البرش على وجود نقص كارثي بالأدوية، حيث اختفى 54% من الأدوية الأساسية، و40% من أدوية الطوارئ، و71% من المستلزمات الطبية، بما فيها مثبتات العظام والشاش. فيما لم يبقَ من المحاليل الطبية إلا ما يكفي لشهر واحد فقط، رغم إعلان وقف إطلاق النار.
وأضاف أنّ منظمة الصحة العالمية تمتلك 3 آلاف شاحنة طبية جاهزة في العريش، لكنها ممنوعة من الدخول إلى غزة، بينما يسمح الاحتلال بإدخال بضائع غير ضرورية مثل الهواتف ومساحيق التجميل، ويمنع الشاش والقطن والمضادات الحيوية والمحاليل.
وفي إطار الأزمة الإنسانية، قال المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" إن "إسرائيل" تمنع دخول 6 آلاف شاحنة تابعة للوكالة إلى غزة، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على إدخال 600 شاحنة يوميًا، بينما لا يسمح جيش الاحتلال إلا بنحو 200 شاحنة فقط، ما يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل خطير.
