قبل أيام من انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) في مدينة نيون السويسرية بتاريخ 3 كانون الأول/ديسمبر، تصاعدت الدعوات من جهات مدنية ورياضية ونشطاء مناصرين للقضية الفلسطينية للمطالبة بتعليق مشاركة "إسرائيل" في بطولات الاتحاد، على خلفية ما يصفونه بـ"الإبادة الجماعية في غزة" واستمرار "نظام الفصل العنصري" بحق الفلسطينيين.

الحملة، التي جاءت تحت عنوان "نداء للتحرك: الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يحظر إسرائيل!"، دعت إلى تكثيف الضغط على اليويفا قبل اجتماعه المرتقب، من خلال إرسال رسائل إلكترونية أو بريدية مباشرة إلى مقر الاتحاد للمطالبة باتخاذ خطوة حاسمة تجاه "إسرائيل". وجرى إرفاق بنداء الحملة نص رسالة مقترحة لإرسالها إلى الاتحاد بصيغة رسمية.

انتقادات لغياب العقوبات واتهامات بالازدواجية

الرسالة المفتوحة التي تشكل جوهر الحملة عبّرت عن "الأسف الشديد" لامتناع اليويفا عن اتخاذ قرار بتعليق عضوية "إسرائيل" خلال الأشهر الماضية، رغم تداول تقارير إعلامية أشارت إلى أنّ الاتحاد "فكّر بشكل جدي" في هذا الخيار.

كما وجّهت الحملة انتقاداً مباشراً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، على خلفية تصريحاته بأنّ "الفيفا لا يستطيع حلّ المشاكل الجيوسياسية"، معتبرة أنّ هذا التبرير يتناقض مع قرار الفيفا السريع بتعليق مشاركة روسيا عقب غزو أوكرانيا.

وتساءلت الرسالة: "لماذا المعايير المزدوجة؟"، مشيرة إلى أنّ جرائم الحرب والانتهاكات "الإسرائيلية" باتت موثّقة لدى خبراء قانونيين ومنظمات حقوقية دولية، وتوصَف بأنها "إبادة جماعية" تستدعي إجراءات عقابية مماثلة أو أشد.

ودعت الرسالة اليويفا إلى تطبيق القوانين الداخلية للمنظمات الرياضية، مشيرة إلى أنّ لوائح الاتحاد تمنع أي اتحاد وطني من اللعب في أرض اتحاد آخر دون موافقته، وهو بند تقول الحملة إنّ "إسرائيل" تنتهكه بشكل متكرر.

كما تلزم قوانين الاتحادات الرياضية أعضاءها بتطبيق سياسات مكافحة العنصرية، وهو ما ترى الحملة أن "إسرائيل" تخرقه عبر "نظام تمييز وفصل عنصري" ضد الفلسطينيين.

وذكّرت الحملة برسالة صادرة عن خبراء أمميين أكدوا فيها أن المنظمات الرياضية، مثلها مثل الهيئات الدولية الأخرى، ملزمة باتخاذ تدابير لمنع الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك استبعاد الفرق المخالفة.

تأييد واسع من المجتمع المدني والقطاع الرياضي

أبرزت الحملة اتساع دائرة المطالبين بتعليق مشاركة "إسرائيل"، حيث شملت رابطة مدرّبي كرة القدم الإيطالية، وثمانية خبراء من الأمم المتحدة، والاتحاد التركي لكرة القدم، والنجم السابق إيريك كانتونا، إضافة إلى 44 نائباً في البرلمانين الإيطالي والأوروبي، وأكثر من 475 ألف توقيع على عرائض شعبية.

كما شهدت عدة ملاعب أوروبية رفع لافتات كبيرة كتب عليها: "بطاقة حمراء لإسرائيل"، ولفتت الحملة إلى أنّ مدرب مانشستر سيتي السابق، الإسباني بيب غوارديولا، دعا إلى "تعبئة عامة" ضد ما يجري في غزة، في موقف اعتبرته دليلاً إضافياً على اتساع نطاق الرفض الشعبي.

رسالة ختامية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم

واختتم نداء الحملة برسالة مباشرة إلى اليويفا جاء فيها: "نحثّكم على المضي قدماً، في اجتماعكم في الثالث من ديسمبر، بالتصويت على استبعاد إسرائيل. ستخرجون من هذه التجربة بكرامة أكبر في نظر البشرية".

وتأمل الجهات المنظمة للحملة أن يثمر الضغط الشعبي والرياضي اتخاذ اليويفا لقرار تاريخي، يحذو حذو العقوبات المفروضة على روسيا عام 2022، ويبعث برسالة واضحة برفض انتهاكات حقوق الإنسان أينما كانت.

وبينما يستعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لاجتماعه المرتقب، تبقى الأنظار مسلّطة على القرار الذي سيصدر، وسط جدل دولي متنامٍ حول دور الهيئات الرياضية في محاسبة الدول التي تُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد