لندن ـ «القدس العربي»
من احمد المصري: قال نشطاء إن مروحيات النظام السوري أسقطت أمس الثلاثاء براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور على حي السكري، على الجانب الشرقي من مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مصادر طبية أعلنت أن 70 شخصا يعانون من مشاكل الاختناق وضيق التنفس بعد أن أغارت مروحية تابعة للنظام على المنطقة.
وأكد ابراهيم الحاج المتحدث باسم «الخوذات البيضاء»، وهي منظمة دفاع مدني تعمل بشكل تطوعي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أنحاء سوريا، أن 80 شخصا على الأقل، بينهم 50 امرأة وطفلا، تلقوا علاجا جراء إصابتهم بمشكلات في التنفس، وأن رائحة غاز الكلور تنتشر في المنطقة.
وأظهر مقطع فيديو نشرته «الخوذات البيضاء» على موقع «يوتيوب» عمال الإنقاذ أثناء البحث بين الأنقاض عن ناجين وسط الهواء المعبأ بالدخان. وبدأ رجال الإسعاف بخلع ملابس الضحايا وغسلهم بالماء، بمن في ذلك الأطفال.
هذا وتعتزم الهيئة العليا للمفاوضات إطلاق رؤيتها للإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا، في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الأربعاء، والتي تمثل تصوراً شاملاً للعملية التفاوضية والمرحلة الانتقالية وللأسس العامة التي ينبغي أن يقوم عليها النظام السياسي الجديد لسوريا المستقبل، وذلك برعاية وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وحضور عدد من وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا».
وقالت الهيئة في بيان وصلت «القدس العربي» نسخة منه إن هذه الرؤية «تقوم على أساس بيان جنيف (2012)، والقرارات الأممية ذات الصلة، والتي تؤكد على مغادرة بشار الأسد وزمرته من المتورطين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تحمي وحدة البلاد وتصون الدولة ومؤسساتها، وتعزز مبادئ الحرية والمساواة والمواطنة».
وقالت مصادر من الائتلاف السوري المعارض ان الوثيقة التي سيعلن عنها رياض حجاب اليوم في لندن تنص على حل الأزمة السورية على ثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بمفاوضات تستمر 6 أشهر يتخللها دخول المساعدات وإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحصار عن مناطق المعارضة او النظام.
وتبدأ المرحلة الثانية مع بدء المرحلة الانتقالية، والتي ستكون لمدة سنة ونصف تبدأ بمغادرة الرئيس السوري بشار الأسد ومعاونيه الحكم. وأضافت المصادر لـ«القدس العربي» انه لن يكون هناك مساس بمؤسسات الدولة وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية إلا انه سيتخللها إصلاح تلك المؤسسات.
وتبدأ المرحلة الثالثة بإجراء انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية بمشاركة جميع الأطراف والطوائف.
وقالت المصادر لـ«القدس العربي» إن وزراء خارجية كل من السعودية وقطر وتركيا وفرنسا وإيطاليا، إضافة إلى الدولة المضيفة بريطانيا، سيحضرون اجتماع أصدقاء سوريا في لندن اليوم وسترسل الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش لحضور الاجتماع، فيما سيرسل الأردن والمانيا ممثلين من الخارجية، وسيشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عبر «الفيديو كونفرنس».
وأضافت الهيئة العليا السورية للمفاوضات في بيانها أن هذه الوثيقة «تمثل رؤية شاملة لمرحلة مفصلية من التطور البنيوي في سوريا، عبر إنشاء منظومة حكم جديدة تحقق التمثيل العادل لسائر أبناء الوطن، حيث تعالج جملة من القضايا المجتمعية متمثلة بترتيبات الإدارة المحلية وإعادة اللاجئين والنازحين والمبعدين والمفصولين تعسفياً من أعمالهم، وإطلاق حوار وطني شامل، وتبني برامج المصالحة الوطنية، وردع النزعات الانتقامية عن طريق تأمين الحماية للمجموعات المستهدفة، إضافة إلى صياغة ضوابط دستورية وقانونية تتولى تطبيقها مؤسسات تعتمد آليات واضحة وفاعلة للمساءلة والمحاسبة وتطبيق العدالة الانتقالية، وضمان حقوق سائر المواطنين، وتمتع المرأة بكامل حقوقها العامة والفردية، وتحقيق إسهامها الفاعل في جميع مؤسسات الدولة ومواقع صنع القرار».
كما تشمل الرؤية «وضع آليات عملية لوقف سائر أشكال التدخل الخارجي، وتبني برنامج شامل للتصدي للإرهاب ومكافحته، وتتعرض في الوقت ذاته لمعالجة الأزمة الاقتصادية من خلال برنامج شامل لإعادة الإعمار، واستعادة البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية لجميع المواطنين دون أي تمييز».
وتهدف الرؤية في مجملها إلى «وضع أسس سليمة لعملية انتقال سياسي يفضي إلى مرحلة نهائية من الاستقرار السياسي والاقتصادي والمجتمعي من خلال إجراء انتخابات بلدية ونيابية ورئاسية، وصياغة دستور جديد للبلاد ينص على: فصل السلطات، وحرية الاعلام، والحياد السياسي للجيش والقوات المسلحة، وتأسيس قضاء مستقل ونزيه» حسبما ذكر بيان الهيئة.
ووصل إلى لندن لحضور الاجتماع كل من أنس العبدة، رياض حجاب، سالم المسلط، وليد زعبي، سهير الأتاسي، حسن عبد العظيم، وهند قبوات، وعضوان من الفصائل السورية المسلحة التابعة للمعارضة.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الثلاثاء، إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا خلال 24 ساعة.
وسئل في إفادة صحافية في لندن أن يعلق على فشل الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على وقف لإطلاق النار فقال إنه لن يصف ذلك بالفشل وإنما بالعمل المستمر.
وأضاف «هناك إمكانية للوصول إلى تفاهم في الساعات الأربع والعشرين المقبلة أو نحو ذلك والذي سيختبر جدية بشار الأسد في الالتزام.»
لكن الوزير مضى يقول إن تاريخ الأسد لا يبعث على التفاؤل بشأن تنفيذ أي اتفاق.
وتداعى اتفاق لوقف الاقتتال توسط فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في فبراير/ شباط في غضون أسابيع مع اتهام واشنطن قوات الأسد بانتهاك الاتفاق.