شهد سجن "يوسفشتاد" في العاصمة النمساوية فيينا، خلال الأيام الماضية، تجمعاً لعشرات الناشطين الفلسطينيين والأوروبيين الذين نظموا وقفات احتجاجية في محيطه رفضاً لاعتقال الناشط الفلسطيني أحمد هلال، الذي أوقفته الشرطة النمساوية عقب مشاركته في مظاهرة نُظمت يوم السبت الماضي في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.

ووجّهت الشرطة إلى هلال تهمة الإرهاب، ليصبح بذلك ثاني فلسطيني تعتقله السلطات النمساوية خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد توقيف الصحفي الفلسطيني مصطفى عياش مدير وكالة غزة الآن، والذي كانت السلطات الهولندية قد رحّلته إلى النمسا رغم إقامته فيها منذ نحو عشرة أعوام.

ورفع المشاركون في الوقفة صور هلال وعياش ولافتات تطالب بإطلاق سراحهما، إلى جانب شعارات أبرزها: "من النهر إلى البحر فلسطين ستكون حرة"، ويافطة كُتب عليها "الصهيونية فاشية"، مؤكدين رفضهم لسياسات تكميم الأفواه وتضييق الشرطة على الناشطين المتضامنين مع فلسطين.

وبحسب ما أفاد ناشطون، فإن السبب المباشر لاعتقال هلال هو ترديده شعار "من النهر إلى البحر فلسطين ستكون حرة" خلال مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية التي كانت تغطي التظاهرة.

وجاء في لائحة الاتهام أن هلال "مجّد عملاً إرهابياً هو الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر"، وذلك "بشكل علني وفي مكان مفتوح"، وفق نص اللائحة، التي اعتبرت أن هتافه قد يُشكّل "خطراً بتكرار عمل غير قانوني".

وسارع نادي فلسطين العربي إلى تنظيم وقفتين احتجاجيتين أمام السجن نفسه يومي الأحد والاثنين الماضيين، تحت شعار "الحرية لأحمد"، للمطالبة بإطلاق سراحه، فيما أكّد ناشطون أن الشرطة اعتدت على هلال مرتين خلال تظاهرات سابقة مؤيدة لفلسطين، ووجهت إليه عدة مخالفات على خلفية نشاطه التضامني.

وأحمد هلال لاجئ فلسطيني من مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوبي لبنان، وقد تعرض خلال اعتقاله إلى الضرب وسوء المعاملة. أمّا الصحفي مصطفى عياش، المولود في قطاع غزة، فكان الاحتلال قد قصف منزل عائلته نهاية عام 2023، فيما أُدرج اسمه على قائمتي العقوبات الأميركية والبريطانية.

عريضة تضامن دولية مع هلال

من جهتهم، أطلقت مجموعات فلسطينية وأوروبية ونمساوية عريضة واسعة للتضامن مع هلال، حملت عنوان: "قمعٌ ضدّ حركة التضامن مع فلسطين – الحرية لأحمد هلال الآن"، وأكدت أنّ اعتقال هلال مرتبط مباشرة بنشاطه السياسي لصالح حرية الشعب الفلسطيني، ومعارضته لتواطؤ النمسا في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين.

كما أكدت العريضة، أن الاعتقال يأتي ضمن تصعيد حكومي غير مسبوق ضد حركة التضامن مع فلسطين، ومحاولة لإسكات الأصوات المدافعة عن حقوق الفلسطينيين.

ووصفت العريضة الإجراءات المتخذة بحق النشطاء بأنها قمع سياسي بلا أساس قانوني، يقود فعلياً إلى "عقاب منهجي" قبل أن تقوم المحاكم لاحقاً بإسقاط الاتهامات لعدم قانونيتها.

وطالبت المجموعات بالإفراج الفوري عن أحمد هلال وإسقاط جميع التهم عنه، وشددت العريضة على رفض تجريم النشاط السياسي، وعلى ضرورة حماية حرية التعبير والتجمع.

كما أكدت المجموعات الموقعة دعمها الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة من أجل تحرير أرضه، مؤكدة أن التقاعس أمام القمع يعرّض النشطاء للخطر.

وتضمنت العريضة عدة مطالب فورية، تمثلت بضرورة الإفراج الفوري عن أحمد هلال، ووقف تجريم التضامن السياسي في النمسا، ووقف نزع الشرعية عن الدعم العادل للمقاومة ضد "إسرائيل"، إضافة إلى حماية حرية التجمع والتعبير.

ومن أبرز المجموعات الموقعة على العريضة هي: نادي فلسطين العربي، حركة (BDS) النمسا، منظمة(CAGE) النمسا، دار الجنوب، تجمع فلسطين الحرة – جامعة فيينا، البلاشفة اليهود(، KSV-KJÖ) (Linkswende ) (Migrantifa Vienna ) منتدى فلسطين النمسا (REVOLUTION )، اتحاد طلاب من أجل فلسطين، (Teachers4Palestine ) النمسا، تجمع جامعة فيينا التقنية من أجل فلسطين… وغيرهم.

كما وقعها عشرات الداعمين الأفراد، منهم: كورنيليا غروبر، دنيا ساهر، فلورا ترانينجر، جورج فوغارتي، إيمان شاكر، رامس نجار، صوفي كلاينلاين، فيرنر مايرهوفر، وغيرهم.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد