نفّذ حشد من أهالي ووجاهات مخيم نهر البارد شمالي لبنان، اليوم الاثنين 22 كانون الأول/ديسمبر 2025، اعتصامًا تضامنيًا داخل حرم ثانوية "عمقا"، دعمًا لأساتذة الثانوية واستنكارًا للاعتداء الذي تعرّضت له المدرسة مؤخرًا، وتأكيدًا على كرامة وسلامة الموظفين والطلاب وحرمة المؤسسات التعليمية.

وجاء الاعتصام استجابةً لدعوة اتحاد المعلّمين – منطقة الشمال، ولجنة الأهل في ثانوية "عمقا"، لتنفيذ تحركات تضامنية اليوم، على خلفية حادثة الاقتحام المسلح التي شهدتها المدرسة يوم السبت 20 كانون الأول/ديسمبر 2025، وما تبعها من بيانات صدرت عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" واللجان الشعبية والقوى الفلسطينية في المخيم.

WhatsApp Image‏ 2025-12-22 at 11.17.50.jpeg

وخلال الاعتصام، ألقيت كلمة باسم أهالي المخيم شدّدت على دور اللجان الشعبية والعلماء في توجيه وترشيد الجيل الجديد، والحفاظ على قيم المجتمع ومقاماته، وفي مقدمتها مكانة المعلّم.

وجاء في الكلمة: "نحن بحاجة إلى توجيه وترشيد الجيل الجديد من أجل حفظ كرامات ومقامات المجتمع، وفي مقدمتهم الأساتذة الكرام. قديماً لم يكن الأستاذ يعلّم فقط، بل كان يربّي. كنا نسمع من آبائنا أن أولياء الأمور كانوا يقولون لإدارة المدرسة وللأساتذة: لكم اللحم ولنا العظم، بمعنى أن الإصلاح مسؤولية مشتركة. اليوم نحن بحاجة لأن يكون الأهل عوناً للإدارة وعوناً للأساتذة".

WhatsApp Image‏ 2025-12-22 at 11.19.44 (3).jpeg

وكانت ثانوية "عمقا" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد شهدت حادثة وصفت بالمستهجنة، يوم السبت 20 كانون الأول/ديسمبر 2025، حيث أقدمت عائلة أحد الطلاب على اقتحام حرم المدرسة وهي مسلّحة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة معلمين بجروح طفيفة، وتعليق الدوام الدراسي وإخلاء المدرسة من الطلاب.

WhatsApp Image‏ 2025-12-22 at 11.17.18.jpeg

وفي تصريحات لمسؤول اللجان الشعبية في الشمال، أبو ماهر غنومي، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أوضح أن الحادثة بدأت بمشاجرة بالأيدي بين طالبين داخل أحد صفوف المرحلة الثانوية (الصف العاشر). وبعد فضّ الإشكال، أقدم أفراد من عائلة أحد الطلاب على اقتحام حرم المدرسة بالسلاح، واعتدوا على مجموعة من الطلاب الذين حاولوا التدخل لاحتواء النزاع.

وأضاف غنومي أن العائلة المسلحة أثارت حالة من الفوضى والهلع في أوساط الطلاب والكادر التعليمي، ما دفع إدارة المدرسة إلى تعليق الدروس وصرف التلاميذ إلى منازلهم، مشيرًا إلى أن الاعتداء طال أيضًا المعلم محمد عزام الذي تعرّض للضرب أثناء محاولته التدخل لفض الاشتباك وحماية الطلاب.

وأعلن اتحاد المعلّمين – منطقة الشمال، ولجنة الأهل في ثانوية "عمقا"، أن التحرك يشمل وقفة تضامنية صباحًا في ثانوية "عمقا" عند الساعة الثامنة، واعتصامًا في سائر مدارس الشمال خلال آخر حصتين من الدوام، إضافة إلى وقفات في باقي المدارس عند الساعة 11:30.

وأكد اتحاد المعلّمين ولجنة الأهل أن كرامة المعلّم وأمن الطلاب "خط أحمر"، مشددين على رفض أي اعتداء يطال المؤسسات التربوية أو يهدد استقرار العملية التعليمية، وداعين إدارة "أونروا" والجهات المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها وتأمين الحماية اللازمة للمدارس.

وفي بيان صدر في بيروت يوم السبت 20 كانون الأول/ديسمبر 2025، أكدت "أونروا" مجددًا أن مدارسها أماكن آمنة مخصصة للتعلم والرعاية وتعزيز عافية الأطفال، مشددة على أن ضمان بيئة آمنة تحفظ الاحترام داخل المدارس أمر أساسي لضمان حق الطلبة في التعليم واستمرارية العملية التعليمية.

وقالت الوكالة إن أي شكل من أشكال العنف أو التخويف أو الدخول القسري إلى مدارس "أونروا" غير مسموح به مطلقًا، معتبرة أن مثل هذه التصرفات تعرض سلامة الطلبة والموظفين للخطر وتعطل العملية التعليمية. ودعت المجتمع المحلي إلى احترام حرمة المدارس وسلامة الطلبة والكوادر التعليمية، والعمل معًا لضمان بقاء المدارس بيئات آمنة.

وفي بيان صادر عن الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية والحركات في مخيم نهر البارد، قالت الجهات الموقعة إنه "بالنسبة للإشكال الذي حصل يوم السبت 20 الجاري 2025م في مدرسة عمقا بمخيم نهر البارد، نود أن نُعلم الجميع بأن حل الإشكال قائم بين العائلتين الكريمتين آل أبو الحجل وآل النجمه، وقد لمسنا استجابةً من العائلتين لحل الإشكال والمصالحة قريبًا جدًا إن شاء الله".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد