كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن جيش الاحتلال يستعد لبدء سلسلة تحقيقات موسّعة تشمل عملياته العسكرية خلال الحرب الجارية، ومن بينها السيطرة العسكرية على مخيمي جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة، يعقد خلال الأيام القريبة مؤتمر داخل قيادة جيش الاحتلال برئاسة رئيس الأركان إيال زامير، لإطلاق التحقيقات المتعلقة بما وصفته بأنه "أطول حرب" في تاريخ جيش الاحتلال، وتشمل المناورة البرية في قطاع غزة، والقتال البري في جنوب لبنان، إضافة إلى العمليات في مخيمي جنين وطولكرم.
وتناولت الصحيفة أن التحقيقات ستبحث أسباب عدم تحقيق "حسم عسكري"، بما في ذلك عدم هزيمة حركة حماس، وفشل المنظومة الاستخباراتية في تحديد مواقع شبكة الأنفاق القتالية في قطاع غزة، والحاجة إلى تطوير أساليب جديدة للتعامل معها.
كما ستبحث التحقيقات أداء القوات خلال السيطرة على مخيمات شمالي الضفة الغربية، والتي لا تزال—وفق التقرير—خاضعة لسيطرة عسكرية مباشرة عبر كتيبتين تابعتين لجيش الاحتلال.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن قرار فتح هذه التحقيقات اتُّخذ خلال جلسة مغلقة هذا الأسبوع، بمشاركة عدد من قادة الألوية في جيش الاحتلال، حيث قدّم نائب رئيس الأركان تمير يدعي عرضاً لنتائج تحقيقات هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، التي شارف الجيش على استكمالها، باستثناء طلبات إضافية من المستوى السياسي.
وبحسب الخطة التي أوردها التقرير، ستُقسَّم التحقيقات العسكرية إلى ست "معارك" مركزية، تشمل العمليات البرية في قطاع غزة واحتلال مدن رئيسية مثل غزة وخانيونس ورفح، إضافة إلى التنسيق مع مصر في محور صلاح الدين (فيلادلفي)، إلى جانب العمليات العسكرية في شمالي الضفة الغربية وتحديداً مخيمي جنين وطولكرم.
وتأتي هذه التحقيقات في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال عدوانه في الضفة الغربية، وسط تصعيد ميداني واقتحامات متكررة للمخيمات، أسفرت عن سقوط شهداء واعتقالات واسعة وتدمير للبنية التحتية، ما يثير تساؤلات داخل المؤسسة العسكرية لدى كيان الاحتلال حول جدوى السيطرة العسكرية طويلة الأمد على المخيمات وتداعياتها الأمنية والسياسية.
ويتوقع—وفق الصحيفة—أن تتوسع التحقيقات خلال الأشهر المقبلة لتشمل مراجعة شاملة للعقيدة القتالية لدى جيش الاحتلال واستخلاص الدروس من العمليات البرية في غزة ولبنان والضفة الغربية، في ظل إخفاقات عسكرية واستخباراتية وصفتها الصحيفة بأنها غير مسبوقة.
