سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أحداث كثيرة، شهدتها مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال أسبوع مضى، حيث كثّف تنظيم "داعش" من إنتهاكاته بحق أهالي مخيّم اليرموك، كما صعّد النظام السوري هجماته بشكل نوعي على مخيّم درعا، وسط استمرار المعاناة الانسانية للأهالي، ومطالبتهم الجهات المعنيّة النظر في أوضاعهم.
مخيّم اليرموك وجنوب دمشق.
في مخيّم اليرموك، نفّذ عناصر "داعش" أمر الإخلاء القسري، لمنازل المدنيين في منطقة غرب مخيم اليرموك، والواقعة على مناطق التماس مع "هيئة تحرير الشام".
المنازل التي أخليّت وفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تقع على إمتداد طول المنطقة العرضية الموازية لشارع ال15، وبدأ "داعش" بتنفيذ الأمر عصر أمس الاثنين، بعد إخطارات وجّهها للأهالي بضرورة إخلاء منازلهم في الثاني من شباط الفائت.
وكان التنظيم قد إفتتح عمليّات الإخلاء القسري، مبتدءاً بالمنازل المحيطة بجامع عبد القادر الحسيني، ومنطقة جادات صفوريّة المحاذيّة لشارع حيفا، الثلاثاء 4 نيسان، لتمتد عمليّات الاخلاء الى مناطق غرب اليرموك، وهو ما يتماشى مع توّجهات التنظيم، باخلاء كافّة المناطق الواقعة على خطوط التماس مع هيئة "تحرير الشام" استعداداً لعمليّة عسريّة مرتقبة.
وفي جنوب دمشق المحاصر، دخلت يوم الاثنين 10 نيسان، عدّةُ شاحنات إغاثيّة تابعة لمنظّمة "الهلال الأحمر السوري"، الى بلدات جنوب دمشق الثلاث "يلدا – ببيلا – بيت سحم".
الشاحنات التي حملت سلل غذائيّة وصحيّة لأهالي المنطقة، سُمح لها بالعبور من خلال حاجز ببيلا- سيدي مقداد التابع لقوّات النظام السوري، بعد انقطاع استمر منذ 25 آذار من العام 2016 الفائت.
ووزّعت الشاحنات حمولتها على بلدات جنوب دمشق، بما يتناسب مع الكثافة السكّانية في كل بلدة، وكانت حصّة بلدة يلدا التي تأوي الجزء الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من مخيّم اليرموك، 2650 سلّة غذائية ومثلها مستلزمات صحيّة، ولبلدة بيت سحم 2380 سلّة غذائية ومثلها مستلزمات صحيّة، وكذلك وُزّعَ في بلدة ببيلا 1970 حصّة غذائية سلّة غذائية ومثلها للمستلزمات الصحيّة.
ونشر موقع "بوابة اللاجئين السوريين" يوم الخميس 13 نيسان تقريراً مكتوباً و مصوّراً يبيّن توزع القوى العسكرية في مناطق مخيّم اليرموك وجنوب دمشق
وجاء في التقرير: لم تكن المخيمات الفلسطينية بمنأى عن تداعيات الأحداث في سورية بعد اندلاع الثورة السورية وتحولها للعمل المسلح ، في البدايةً حاول النظام وأطراف في المعارضة السورية المسلحة زجّ مخيم اليرموك جنوبي دمشق في أتون هذا المشهد العسكري، فشرع النظام في قصف عدة مناطق وأحياء من المخيم، ليشكل يوم 16/12/2012 يوماً فارقاً في حياة اللاجئين الفلسطينيين هناك مع قصف طائرة ميغ تابعة للنظام مسجد عبد القادر الحسيني بعد سيطرة فصائل للمعارضة المسلحة على أجزاء من المخيم ، ما أجبر آلاف اللاجئين الفلسطينيين حينها على مغادرة منازلهم، بطريقة تحاكي هجرتهم الأولى من مدنهم وقراهم الفلسطينية، ليفرغ المخيم من عدد كبير من السكان، ويعيش من بقي فيه حصاراً قاسياً أودى بحياة نحو مائتي لاجئ.
أمّا ميدانيّاً في مخيّم اليرموك، فقد شهدت خطوط التماس على محور شارع حيفا في مخيّم اليرموك، اشتباكات عنيفة ليل الأربعاء 12 نيسان، بين تنظيم "داعش" من جهة وعناصر من "هيئة تحرير الشام" من جهة ثانية.
الاشتباكات التي استخدمت فيها الرشاشات المتوسطة والقنابل اليدوية، هي الأولى بين التنظيمين، منذ الوساطة التي بعثها تنظيم "داعش" للهيئة، بغية ثنيها عن تسليم مناطقها في غرب اليرموك لميليشيا "القيادة العامة" الموالية للنظام، وذلك وفق اتفاق " الفوعة كفريا – مضايا الزبداني" الذي أبرمه "جيش الفتح" مع النظام وحفائه.
وأفادت مصادر خاصة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ عناصر "داعش" المتمركزين في محيط المناطق التي تسيطر عليها "هيئة فتح الشام" في عمق المخيّم (شارع حيفا_جادات صفوريّة ومحيط مسجد عبد القادر الحسيني)، يمهّدون عسكريّاً للإنقضاض على تلك المناطق، في حال سلّمت الهيئة مواقعها في ساحة الريجة وغرب اليرموك لميليشيا "القيادة العامة".
ويذكر أنّ مناطق غرب اليرموك الخاضعة لسيطرة الهيئة، تحاصرها من جهة الشمال ميليشيات النظام ومواليه، ما يصعّب الأمر على تنظيم "داعش" الولوج اليها، بينما يختلف الأمر بالنسبة للمناطق الهيئة الواقعة في عمق المخيّم، وهو ما يحفّز تنظيم "داعش" على الحسم فيها، بالتزامن مع تنفيذ الاتفاق آنف الذكر، والذي ينص على ترحيل عناصر "هيئة تحرير الشام" من المخيّم باتجاه مدينة ادلب.
وانسانيّاً .. نظّم نُشطاء فلسطينيون يوم الخميس 13 نيسان، إعتصاماً لأطفال اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من مخيّم اليرموك أمام مقر "الهيئة الأهلية الفلسطينية" في بلدة يلدا جنوبي دمشق، للمطالبة بالإغاثة العاجلة لأبناء مخيّم اليرموك.
وطالب الأطفال المعتصمون، عبر بيان القاه أحدهم، كافة المسؤولين عن إغاثة الشعب الفلسطيني، ابتداءً من وكالة "الأونروا" و"منظمة التحرير الفلسطينية" الى كافة الجمعيّات والمؤسسات الإغاثية الدوليّة، بتحمّل مسؤولياتهم تجاه من تبقّوا من أبناء مخيّم اليرموك داخل المخيّم، والذين هجّروا منه الى بلدات جنوب دمشق المجاورة، كما انتقد البيان، غياب "الأونروا" عن الساحة الإغاثيّة منذ نحو عشرة أشهر.
كما رفع الأطفال يافطات، حملت مطالبهم لمسؤولي "الهيئة الأهليّة الفلسطينية" مطالبين إيّاهم بالتحرك من أجل تحقيق مطالبهم، عبر التواصل مع الجهات الإغاثيّة، والعمل على ايجاد حلول لمشكلة الخروج والدخول أهالي من المخيّم من والى البلدات الجنوبيّة، خصوصاً للحالات الإسعافية الضرورية.
مخيّم درعا
وفي مخيّم درعا.. شهدت الأحياء السكنيّة نوعاً فريداً من الوحشيّة، حيث أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في المخيّم، أنّ قوّات النظام السوري قد استهدفت المخيّم فجر اليوم الجمعة 14 نيسان، بخرطوم متفجّر، مُحدثاً أضراراً بالغة في المنازل والممتلكات.
وأشار المراسل، أنّ الخرطوم المتفجّر، وهو عبارة عن خرطوم ماء من الحجم الكبير، محشوٌّ بمواد شديدة الإنفجار، قد سقط وسط كتلة سكنيّة مُحدثاً دماراً كبيراً، كما تسبّب ضغط الانفجار في تكسّر زجاج معظم المنازل في المخيّم دون وقوع أصابات بشرية في صفوف المدنيين.
وفي مخيّم درعا أيضاً، تمّكن الأهالي من انتشال جثّة الضحيّة الفلسطينية خالد نصّار من تحت الأنقاض، علماً أنّ الضحيّة كان قد قضى في منتصف شباط الفائت، في قصفٍ لقوّات النظام على المخيّم، أثناء معارك جرت بين جيش النظام السوري والمعارضة السوريّة المسلحّة.
كما عقد فريق الدفاع المدني في درعا ندوة تعريفيّة حول القنابل العنقوديّة وطرق الوقاية منها، في مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين يوم الخميس 16 نيسان.
و أفاد "مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّه تم تنظيم الندوة لتوعية أهالي وأطفال المخيّم بشأن تلك القنابل، ومحاولة الوقاية منها.
كما أقيم حفل حضره الأهالي والأطفال، وأقيمت أنشطة ترفيهيّة للأطفال، بالإضافة إلى توزيع الهدايا، لتخفيف عبء أجواء الحرب عنهم.
وبالعودة الى مخيّم اليرموك
فقد واصلت فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة جنوب دمشق منذ يوم السبت 16 نيسان، إغلاق حاجز العروبة الفاصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا، حتّى يوم الأحد على التوالي، موقفةًّ بذلك حركة خروج ودخول الأهالي عبر المنفذ الوحيد الذي يصل المخيّم ببلدات جنوب دمشق.
ووفق ما نقلت مصادر مطلّعة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فإنّ الفصائل المسيطرة على الحاجز، تتخوّف من عمليّات مباغتة قد يشنّها تنظيم "داعش" على منطقة العروبة وشارع بيروت، ما اضطّرها لإغلاق الحاجز لأسباب أمنية، لاسيّما أنّ "داعش" يسعى لتعزيز حماية مواقعه والسيطرة على مداخل المخيّم الجنوبية، خصوصاً بعد الإتفاق الذي جرى بين "هيئة فتح الشام" وقوّات النظام، والذي قصى بتسليم مناطق الهيئة في غرب اليرموك لميليشيات "القيادة العامّة" المواليّة للنظام.
وفي توضيح صدر عن "لواء الاسلام" أحد فصائل المعارضة المسلّحة جنوب دمشق، قال فيه أنّ الحاجز سيبقى مفتوحاً للحالات الإنسانيّة الطارئة، في حين سيستمر الإغلاق أمام حركة المرور الاعتيادية، تخوّفاً من عمليّات أمنية، ولم ترد معلومات عن ما اذا ستطول مدّة إغلاق الحاجز لأيام مقبلة
كما استمرّ اغلاق ذات الحاجز حتّى يوم الاثنين 17 نيسان، لليوم الثالث على التوالي، وأشارت مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جنوب دمشق، أنّ لا مؤشرات تدلل على موعد إعادة فتح الحاجز، الذي يُفاقم إغلاقه من معاناة الأهالي في مخيّم اليرموك المحاصر.
ويعتبر حاجز العروبة، المنفذ الوحيد للأهالي مخيّم اليرموك المحاصرين، بإتجاه بلدات جنوب دمشق، حيث يحصل أهالي المخيّم على حاجياتهم من الخبز والمواد الغذائيّة. وتسبب إغلاقه لليوم الثالث على التوالي بإنقطاع مادة الخبز عن الأهالي فضلاً عن عدم تمّكن طلّاب المدرسة البديلة لأهالي مخيّم اليرموك الواقعة في بلدة يلدا من الوصول الى مدارسهم.
وكانت فصائل المعارضة قد أغلقت الحاجز منذ يوم السبت الفائت 15 نيسان، معللةً إجرائها الذي قالت أنّه سيمتد فقط ليومين، " بالأسباب الأمنية" حيث تتخوف تلك الفصائل من هجمات قد يشنّها تنظيم "داعش" على منطقة المعبر بهدف السيطرة عليه.
أمنيّاً .. نعت ما تُسمّى "حركة شباب العودة الفلسطينيّة" إثنين من عناصر جناحها العسكري "قوات الجليل"، قُتلا أثناء مشاركتهما الى جانب قوّات النظام السوري، في معارك ضد المعارضة السوريّة المسلحة في ريف مدينة حماه السوريّة.
والعنصران المقتولان هما اللّاجئان محمد عزيز حسن، ووليد الاشقر، وتمّ منحهما رتبة "ملازم شرف" بعد أن زُجّ بهما للموت بعيداً عن مخيّماتهم.
ويذكر أنّ " حركة شباب العودة الفلسطينيّة" وجناحها العسكري، هي واحدة من الفصائل التي تأسست لتجنيد اللاجئين الفلسطينيين للقتال الى جانب قوّات النظام السوري.
كما أطلق أمن النظام السوري يوم السبت 15 نيسان، سراح المعتقل الفلسطيني أمجد هدبة من أبناء مخيّم العائدين في مدينة حمص السوريّة، بعد اعتقال استمرّ قرابة العامين.
ويشار الى أنّ نحو 1183 معتقل فلسطيني، يغيّبهم النظام في معتقلاته وفروع أمنه منذ بدء الأحداث الدائرة في سوريا، من بينهم 186 من أبناء مخيّم حمص للاجئين الفلسطينيين، وفق إحصائيات "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا".