عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»
بدأت السلطات السورية في الافراج عن 169 معتقلاً في إطار اتفاق مع فصائل مقاتلة لتسليم جثث خمسة جنود روس قتلوا بداية آب/اغسطس الماضي، وفق ما افاد محامي عدد منهم.
وقال المحامي الحقوقي ميشال شماس المتابع لملفات بعض المعتقلين السياسيين لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من المانيا «افرج الثلاثاء عن 50 معتقلاً، بينهم سبع نساء، من سجن عدرا (شمال دمشق) و84 آخرون من سجن حماة العسكري (وسط)»، مشيراً إلى انه «تم ابلاغ 31 آخرين في سجن حمص (وسط) بانه سيتم الافراج عنهم».
واوضح شماس ان «اللائحة النهائية تضم 169 معتقلاً ضمن اتفاق تسوية مع الفصائل المسلحة مقابل تسليم الاخيرة لجثامين الجنود الروس الخمسة»، من دون ان يحدد هوية الفصائل التي يتم التفاوض معها او موعداً لتسليم الجثامين المذكورة. وتعذر الحصول على معلومات من الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب حيث قضى الجنود الروس حول عملية التبادل.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان بدوره الافراج الثلاثاء عن «86 سجيناً على الاقل من سجن حماة المركزي كبادرة من جانب الروس والنظام لتسهيل المفاوضات مع تحالف جيش الفتح حول عملية تسليم جثث الطيارين الروس».
وحسـب المرصد فان المفرج عنهم من «المعتقلين بتهمة الإرهاب وعلى خلفية التظاهرات التي خرجت ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء النزاع في سوريا قبل خمس سنوات»، مشيراً إلى انه سيتم اطلاق سراح دفعات اخرى.
الا ان مصدراً أمنياً سورياً رفيع المستوى نفى ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام حول إطلاق سراح معتقلين من سجن حماة المركزي مقابل تسليم المعارضة السورية جثث الطيارين الروس الذي قتلوا في تحطم مروحيتهم بداية الشهر الماضي في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه تم امس الاربعاء الافراح عن 86 معتقلاً من سجن حماة المركزي تنفيذاً للمرحلة الثالثة من اتفاق التسوية الذي توصلت إليه السلطات الحكومية مع المعتقلين الذين نفذوا عصيانا في شهر أيار/مايو الماضي».
ونفى المصدر أن يكون الإفراج عن المعتقلين امس له أي صلة بما يتم الحديث عنه عبر وسائل الإعلام عن صفقة تبادل بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة يتم بموجبها إخلاء سبيل معتقلين في سجون السلطات الحكومية مقابل تسلم جثث الجنود الروس الخمسة الذين قتلوا بعد تحطم مروحيتهم في إدلب بداية الشهر الماضي.
وشهد سجن حماة المركزي عصيانا على خلفية نقل بعض المعتقلين من السجن إلى سجون أمنية في دمشق حيث قام السجناء باحتجاز قائد شرطة حماة وهو برتبة لواء ومدير السجن وتسعة من مرافقيهم.
كما نفى المستشار وعضو مجلس الشعب السوري السابق انس الشامي ما تم تداوله حول صفقة تبادل معتقلين تمت بين النظام السوري ومسلحي المعارضة السورية مقابل جثث الطيارين الروس الذين قتلوا في سقوط مروحيتهم في ريف ادلب بداية الشهر الماضي.
وقال الشامي الموجود في العاصمة الروسية موسكو والذي كلف من الحكومة للتفاوض مع مسلحي المعارضة امس «لم يتم استلام جثث الطيارين الروس حتى اللحظة والأمور تسير في الاطار الصحيح».
وكان الشامي قال في تصريح سابق إنه تواصل مع « غرفة عمليات فتح حلب ومع «حركة احرار الشام» و»فتح الشام» وأنه ينتظر ردود فصائل المعارضة».
من جهة اخرى قال هاشم الموسوي المتحدث باسم حركة النجباء الشيعية العراقية امس الاربعاء إن جماعته أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب السورية خلال اليومين الماضيين لتعزيز مواقعها.
وتقاتل الحركة في صفوف القوات الحكومية السورية وجماعة حزب الله اللبنانية وقوى إيرانية وأطراف أخرى في مواجهة المقاتلين الساعين للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأسفر تقدم قوات موالية للحكومة يوم الأحد إلى جنوب حلب عن محاصرة الشطر الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة. وذكر الموسوي أنه تم إرسال المقاتلين الإضافيين لتعزيز المناطق التي انتزعت من الجماعات السنية. وقال إن «أكثر من ألف مقاتل من حركة النجباء أرسلوا إلى حلب لتقديم المساعدة على الأرض». ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في الجيش السوري للتعقيب.
الى ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر امس الاربعاء إن دبلوماسيين أمريكيين يحاولون إقناع روسيا باتخاذ خطوات نحو الاتفاق على وقف حقيقي لإطلاق النار في سوريا ودفع دمشق باتجاه التحول السياسي لكن الأنباء الواردة من سوريا «غير مشجعة».
وقال مخاطباً طلاب في جامعة أكسفورد «الخيار لروسيا… والعواقب هي التي ستتحمل مسؤوليتها».
قال نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الأمريكي بن رودس، إن الإدارة الأمريكية لا تعتقد أن إنشاء منطقة حظر طيران في سوريا، سيحل المشاكل الرئيسية هناك، مجدداً بذلك موقف بلاده السابق من ذات القضية.
جاء ذلك رداً على سؤال من أحد الصحافيين، أثناء وجود رودس في لاوس التي يزورها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حول ما إذا كان موقف بلاده من الدعوات التركية لإنشاء منطقة حظر الطيران في سوريا، تغير بعد لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي باراك أوباما، خلال قمة العشرين التي عقدت في الصين مؤخراً.
وأضاف أن الولايات المتحدة، ترغب في استخدام مواردها لمحاربة تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة».
وتابع «لا نعتقد أن منطقة حظر الطيران ستحل المشاكل الأساسية في المنطقة، لأن هناك حرباً لا تزال دائرة في المنطقة، ومنطقة حظر الطيران ستطبق فقط في منطقة معينة، في حين أن الأزمات والعنف ينتشر في جميع أنحاء سوريا».
من جانبه قالت وزارة الخارجية الروسية امس الاربعاء إنها تشعر بقلق عميق إزاء توغل القوات التركية وقوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة داخل الأراضي السورية وأضافت أن هذه التحركات قد تزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في سوريا. وذكرت الوزارة في بيان «هذا يثير القلق بشأن سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها». وتابع البيان «ندعو أنقرة للكف عن أي خطوات تزيد من تزعزع الوضع في سوريا».