فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يستمر الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثامن عشر على التوالي، مع انضمام أعداد جديدة من قيادات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال للإضراب.
كما استمرت إجراءات الاحتلال القمعيّة والتصعيديّة بحق الأسرى المضربين، فحسب اللجنة الإعلامية للإضراب، نقلت إدارة سجن "عسقلان" كافة الأسرى المضربين صباح الخميس 4 أيار، إلى سجن "أوهليكدار"، وهم (41) أسيراً.
سعدات يرفض التفاوض
بعد إعلان قيادات الحركة الأسيرة عن انضمامهم بدفعة جديدة للإضراب مكوّنة من خمسين أسيراً، أكّد مركز حنظلة للأسرى والمحررين، أنّ الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات قد رفض عرضاً من قيادة استخبارات السجون الصهيونية للتفاوض حول مطالب الإضراب، مؤكداً التزامه الكامل بقيادة الإضراب المتوافق عليها وطنياً وقراراتها.
وبيّن "حنظلة" أنّ قرار سعدات بالدخول في الإضراب جنباً إلى جنب، مع ثُلّة من قيادة الحركة الأسيرة قد أحدث إرباكاً كبيراً لدى إدارة مصلحة السجون وأجهزة الأمن الصهيونية، كون هذا القرار سيُحدث زخماً كبيراً للإضراب وزيادة الضغط الجماهيري على الاحتلال وحكومته.
ويُعتبر ذلك العرض المحاولة الثانية للاحتلال بعد عرض قدّمه للأسير كريم يونس الذي رفض أيضاً التفاوض بدل الأسير مروان البرغوثي.
زيارة المحامين للأسرى المضربين
حول زيارة المحامين للأسرى المضربين، صدر قراراً عن محكمة الاحتلال العليا في القدس المحتلة، الأربعاء، يتمثّل بتعهّد مصلحة السجون الصهيونية بالسماح بزيارة أسرى مضربين ابتداءً من الخميس، وذلك بعد تقدّم مؤسسات هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني وعدالة، بالتماسات ضد منع زيارة المحامين المضربين.
في سياق متصل، زوّد مكتب المستشار القانوني في مصلحة سجون الاحتلال، الخميس، مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس، بأسماء جميع المحامين الذين سُمح لهم بزيارة الأسرى المضربين.
وحسب محامي هيئة شؤون الأسرى والمحرر، بعد زيارة أجراها الخميس، فإنّ وحدات القمع التابعة لإدارة مصلحة السجون الصهيونية، قد نفّذت اقتحامات مُكثّفة لأقسام الأسرى المُضربين، وفي كل مرة كانت تُخرجهم إلى الساحة فجراً لعدة ساعات.
تحرّكات دولية وعربية
تستمر التحركات الدوليّة والعربيّة على المستوى الشعبي والجماهيري والمستوى الدبلوماسي والسياسي، إذ وصل وزير الخارجية رياض المالكي إلى جنيف للتواصل مع رئاسة الصليب الأحمر الدولي بشأن أوضاع الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وتدخّل الصليب الأحمر لمعالجة مطالب الأسرى المضربين ضمن الحقوق التي كفلتها لهم اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
وطالب المالكي رئيس الصليب الأحمر بيتر مورر ليس فقط التدخل مع الاحتلال، وإنّما أيضاً تحمّل مسؤولياته حيال أوضاع المضربين والمطالبات التي تنسجم تماماً مع ما يُوفّره القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
في نهاية الحوار، أبدى رئيس الصليب الأحمر استعداد المنظّمة الدولية القيام بمراجعة شاملة لسياستها في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها سياسة الزيارات وشكلها وعددها بما يشمل مراجعة الحاجة لتفعيل الزيارة الثانية التي كان يُعمل بها حتى فترة قريبة، والتي ألغيت تحت حجة عدم إظهار حاجة لها من قِبل عائلات الأسرى.
واتفق رئيس الصليب الأحمر على استكمال هذه المشاورات وتكثيفها خلال الأيام القادمة لصالح التعاطي المباشر مع تلك المطالبات.
عربياً، بدأ في القاهرة الخميس اجتماع مجلس الجامعة العربية غير العادي على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الجزائر ومشاركة الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، وعدد من الأمناء المساعدين لمناقشة الأوضاع المتصاعدة والخطيرة في سجون الاحتلال، في ظل إضراب الأسرى عن الطعام.
ويأتي الاجتماع بناءً على طلب فلسطين، أيّدته الدول العربية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وبحث ما آلت إليه أوضاع الأسرى، بما يتطلّب تدخلاً سريعاً لتوفير الحماية لهم والتحرك بهدف إنقاذهم وإلزام الاحتلال باحترام حقوقهم وفق قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف والمعاهدات الدولية والإنسانية، والمطالبة بضرورة أن تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع الهيئات والمؤسسات الدولية بالقيام بمسؤولياتها تجاه الأسرى.