فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تضاعفت أعداد الفلسطينيين بعد مرور تسعة وستين عاماً على النكبة، وقُدّر عددهم في العالم نهاية عام 2016 بحوالي (12.70) مليون نسمة، ما يعني أنّ عدد الفلسطينيين تضاعف (9.1) مرة منذ النكبة عام 1948، حسب رئيس الإحصاء الفلسطيني علا عوض.
استعرضت عوض أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق والمعطيات التاريخية والحاليّة من النواحي الجغرافيّة والديمغرافيّة والاقتصاديّة.
النكبة: تطهير عرقي وإحلال سكّاني
يُعبّر مصطلح النكبة عادةً عن الكوارث الناجمة عن الظروف والعوامل الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، بينما نكبة فلسطين كانت عمليّة تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه، إذ جاءت نتاجاً لمخططات عسكريّة بفعل الإنسان وتواطؤ الدول، وعبّرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني وتشريد نحو (800) ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، بالإضافة إلى تهجير آلاف الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقاءهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال، وذلك من أصل (1.4) مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في (1300) قرية ومدينة فلسطينية.
وتشير البيانات الموثقة أن الصهاينة قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على (774) قرية ومدينة، إذ قاموا بتدمير (531) قرية ومدينة فلسطينية، ونفّذت القوات الصهيونية أكثر من (70) مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد أكثر من (15) ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
الواقع الديمغرافي: بعد (69) عاماً على النكبة تضاعف الفلسطينيون أكثر من 9 مرات
قُدّر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2016 بحوالي (12.70) مليون نسمة، ما يعني أنّ عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف (9.1) مرة منذ أحداث نكبة 1948. وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حالياً في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) تُشير البيانات إلى أنّ عددهم قد بلغ نهاية عام 2016 حوالي (6.41) مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم نحو (7.12) مليون نسمة بحلول نهاية عام 2020 وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً.
وتظهر المعطيات الإحصائية أنّ نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكّل ما نسبته (42) بالمائة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية عام 2016، كما بلغ عدد اللاجئين المسجّلين لدى وكالة الغوث في الأول من كانون الثاني للعام 2015، حوالي (5.59) مليون لاجئ فلسطيني.
يعيش حوالي (29) بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين في (58) مخيّماً تتوزع بواقع (10) مخيّمات في الأردن، (9) مخيّمات في سوريا، (12) مخيّماً في لبنان، (19) مخيّماً في الضفة الغربية، و(8) مخيّمات في قطاع غزة.
وتُمثّل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشيّة حرب حزيران 1967 "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين" ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفيّة الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً. كما قُدّر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي (154) ألف فلسطيني، في حين يُقدّر عددهم في الذكرى (69) للنكبة حوالي (31.5) مليون نسمة نهاية عام 2016، بلغ الذكور نسبة (102.2) لكل مائة أنثى.
وفقاً للبيانات المتوفرة حول الفلسطينيين المقيمين في أراضي 1948 للعام 2015 بلغت نسبة الأفراد أقل من (15) سنة حوالي (34) بالمائة من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل (4) بالمائة منهم تبلغ أعمارهم (65) سنة فأكثر، ما يُشير إلى أنّ هذا المجتمع فتيّ كامتداد طبيعي للمجتمع الفلسطيني عامةً.
هذا وقُدّر عدد السكان في دولة فلسطين بحوالي (4.88) مليون نسمة في نهاية عام 2016 منهم (2.97) مليون في الضفة الغربية وحوالي (1.91) مليون في قطاع غزة، وفيما يتعلّق بالقدس المحتلة، فقد بلغ عدد السكان حوالي (432) ألف نسمة في نهاية العام 2016، منهم حوالي (62) بالمائة يقيمون في الجزء الذي ضمّه الاحتلال عنوةً من المدينة بعد احتلالها للضفة الغربية عام 1967.
وتعتبر الخصوبة في فلسطين مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكليّة للفترة (2011-2013) في فلسطين (4.1) مولود لكل امرأة، بواقع (3.7) مولود لكل امرأة في الضفة الغربية و(4.5) مولود لكل امرأة في قطاع غزة.
الكثافة السكانية: النكبة حوّلت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان
بلغت الكثافة السكانية في فلسطين نهاية عام 2016 حوالي (811 فرد/كم2) بواقع (526 فرد/كم2) في الضفة الغربية و(5,239 فرد/كم2) في قطاع غزة.
48% من مساحة المستوطنات مُقامة على أراضي ذات ملكيّة خاصة للفلسطينيين
بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الصهيونية في نهاية 2015 في الضفة الغربية (413) موقعاً، منها (150) مستوطنة و(119) بؤرة استيطانية، وتجدر الإشارة إلى أنّ حوالي (48) بالمائة من مساحة المستوطنات مُقامة على أراضي ذات ملكيّة خاصة للفلسطينيين
صادقت سلطات الاحتلال عام 2016 على (115) مخطط استيطاني جديد يشمل بناء أكثر من (5000) وحدة سكنية في المستوطنات بالضفة الغربية، في الوقت الذي لا تسمح فيه سلطات الاحتلال للفلسطينيين من البناء وتضع كافة العراقيل، الأمر الذي يُشدّد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين خاصةً في القدس والمناطق المسماة (ج) والتي تزيد مساحتها عن 60% من مساحة الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت السيطرة الكاملة للاحتلال، إذ تمت المصادقة من قبل سلطات الاحتلال على (4) مخططات هيكلية فقط في التجمعات الفلسطينية من أصل (97) مخطط تم تقديمه للمصادقة عليه خلال آخر خمس سنوات، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع الذي عزل أكثر من (12) بالمائة من مساحة الضفة الغربية.
فيما يتعلّق بعدد المستوطنين في الضفة الغربية فقد بلغ (617,291) مستوطناً نهاية العام 2015، ويتضح من البيانات أن حوالي 47% من المستوطنين يسكنون في القدس المحتلة، إذ بلغ عددهم حوالي (292,555) مستعمراً منهم (214,135) مستعمراً في الجزء الذي ضمّه الاحتلال عنوةً من المدينة بعيد احتلالها للضفة عام 1967، وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي (21) مستوطناً مقابل كل مائة فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في القدس بحوالي (69) مستوطن مقابل كل مائة فلسطيني.
الاحتلال يُسيطر على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية
يستغل الاحتلال أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي (27,000) كم2، ولم يتبقى للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة الأراضي، وبلغت نسبة الفلسطينيون 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، وقد أقام الاحتلال منطقة عازلة على طول السياج الأمني العازل لقطاع غزة بعرض يزيد عن (1,500م) على طول الحدود الشرقية للقطاع وبهذا يسيطر الاحتلال على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة (365) كم ، ويُسيطر على أكثر من 90% من مساحة غور الأردن والذي يُشكّل ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.
40% من مساحة الضفة الغربية تم تحويلها لأراضي دولة من قبل سلطات الاحتلال
بُعيد الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، قامت سلطات الاحتلال بنقل ملكية الأراضي التي كانت تديرها السلطات الأردنية والأراضي المسجلة بأنها أراضي دولة منذ العهد العثماني، ونقلت سلطة التصرف بهذه الأراضي لها، وجمدت سلطات الاحتلال عمليات تسجيل الأراضي للفلسطينيين، وألغت جميع التسجيلات غير المكتملة وبهذا حرمت السكان الفلسطينيين من حق التصرف في ملكية أراضيهم. وبلغت مساحة هذه الأراضي في ذاك الوقت ما يقارب 527 ألف دونم، ومع نهاية العام 1973 قامت سلطات الاحتلال بإضافة أكثر من 160 ألف دونم كأراضي دولة، واستمرت سلطات الاحتلال بسياستها الهادفة لنهب الأرض الفلسطينية، حيث قامت سلطات الاحتلال بالإعلان عن أكثر من 900 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية كأراضي دولة بين الأعوام 1979-2002. واستمراراً لسياسة نهب الأرض الفلسطينية من خلال إعلانها أراضي دولة قامت سلطات الاحتلال بعد ذلك بإعداد مخططات تسجيل لأكثر من 660 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية لتسجيلها كأراضي دولة. وبذلك يبلغ مجموع الأراضي المصنفة كأراضي دولة في الضفة الغربية أكثر من 2,247 ألف دونم أي ما يعادل حوالي 40% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.
الشهداء: النضال المستمر لتحرير الأرض وبناء الدولة
بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,369 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2016، ويشار إلى أنّ العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية إذ سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة. تلاه العام 2009 حيث سقط 1,219 شهيداً، فيما استشهد 306 شهداء خلال العام 2012، منهم 15 في الضفة الغربية و291 شهيد في قطاع غزة، منهم 189 شهيد سقطوا خلال العدوان على قطاع غزة في تشرين ثاني 2012، بينما استشهد 126 شهيداً خلال العام 2016 من بينهم 42 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
الأسرى
تشير بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 حوالي مليون فلسطيني، طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر/ أيلول 2000، سجلت المؤسسات الرسمية والحقوقية قرابة (100) ألف حالة اعتقال، بينهم نحو (15) ألف طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشر، و(1500) امرأة، ونحو (70) نائباً ووزيراً سابقاً، فيما أصدرت سلطات الاحتلال قرابة (27) ألف قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق، وتحتجز حالياً سلطات الاحتلال الأسرى في (24) سجن ومركز توقيف وتحقيق. هذا وصعدت سلطات الاحتلال من حملات الاعتقال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015، وطالت أكثر من عشرة آلاف حالة اعتقال من الضفة، كانت معظمها من القدس، إذ بلغت ثلث حالات الاعتقالات اغلبهم من الأطفال، وحالياً يبلغ عدد المعتقلين في السجون ومراكز التوقيف التابعة للاحتلال 6,500 أسير، منهم 57 أسيرة، من بينهن (13) فتاة قاصر، وأكثر من 300 طفل، ونحو 500 معتقلاً إدارياً و13 برلمانياَ و29 أسيراً معتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو و44 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً.
يُشار إلى أنّ هناك (210) شهيد من الأسرى قد استشهدوا في السجون منذ العام 1967 نتيجة الإهمال الطبي المتعمد أو نتيجة لعمليات القمع والتعذيب، ويذكر أن هناك عدد من الأسرى الذين، أصدرت سلطات الاحتلال بحقهم قرارات بالإفراج، بعد تيقنها، أنهم في مرحلة حرجة، وقد استشهدوا، بعد فترة وجيزة من الإفراج.
القدس 2016: سياسة الاحتلال مستمرة في هدم المباني الفلسطينية
في الوقت الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال بهدم المباني الفلسطينية، ووضع العراقيل والمعوّقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، تقوم بالمصادقة على تراخيص بناء ألاف الوحدات السكنية في المستوطنات المقامة على أراضي القدس، إذ قامت سلطات الاحتلال خلال العام 2016 بهدم نحو 309 مباني تشتمل على مساكن ومنشآت تجارية وصناعية وزراعية، كما تم إصدار نحو 227 أمر هدم، ومن أبرز عمليات الهدم التي قامت بها سلطات الاحتلال في القدس؛ هدمها المدرسة الوحيدة في تجمع أبو نوار شرق بلدة العيزرية المكوّنة من 6 غرف صفية، بالإضافة إلى هدم مسجد قيد الإنشاء في بلدة صور باهر.
سياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية
واصلت سلطات الاحتلال سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال سياسة هدم المنازل والمنشآت بهدف اقتلاع المواطنين من أراضيهم، فمنذ بداية العام 2016 تم هدم وتدمير حوالي 1,023 منزلاً ومنشأة في مختلف مناطق الضفة الغربية، بالإضافة إلى إصدار إخطارات هدم لأكثر من 657 منزلاً ومنشأة خلال العام 2016، وقد أدت عمليات الهدم إلى تشريد اكثر من 1,620 مواطن فلسطيني نصفهم من الأطفال.