فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يستمر أكثر من (1500) أسير في سجون الاحتلال في إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، الأربعاء 24 أيار، مع استمرار تدهور وضعهم الصحي ونقل أسرى مضربين إلى المستشفيات، وتعنّت الاحتلال حتى اللحظة، علماً بأنّه منذ بداية الإضراب أعلن عدة وزراء ومسؤولين لدى الاحتلال عن ضرورة عدم الاستجابة إلى مطالب الأسرى وتركهم للإضراب حتى الموت.
حسب اللجنة الإعلامية للإضراب، في زيارة للمحامي تميم يونس لعميد الأسرى الفلسطينيين الأسير المضرب عن الطعام كريم يونس، ذكر بأنّهم ذاهبون نحو تصعيد خطواتهم النضالية خلال الأيام القادمة، وعلى رأسها الامتناع عن شرب الماء والملح.
هذا وحاولت إدارة مصحة السجون الصهيونية من خلال عدة لقاءات أن تعرض على الأسرى المضربين تعليق الإضراب وبحث المطالب بعد ذلك إلّا أنّهم رفضوا العرض بشكلٍ قاطع، قائلاً: "إنّ الأجساد قد تكون تهاوت وبالكاد تكون قادرة على حملنا، إلّا أنّنا مصممون على الاستمرار حتى انتزاع النصر، ما يتطلّب تصعيداً موازياً من شعبنا وجماهيرنا لتصعيدنا، ولتأخذ المعركة كل مداها."
في زيارة لمحامية نادي الأسير للمضرب عن الطعام عصام الفروخ في عزل "نيتسان الرملة"، أكّد أنّ إدارة مصلحة السجون الصهيونية كانت تبلغ المحامين الذين طلبوا زيارته منذ بداية الإضراب بأنّه في سجنٍ آخر رغم تواجده فيه.
كما أشارت اللجنة إلى أنّ هناك حركة نقل يومية من سجن "نيتسان" إلى المستشفيات الخارجية، ولا يمكن القول بأنّ الأسرى بصحة جيدة، لكن معنوياتهم عالية وبديهم الاستعداد للاستمرار في الإضراب حتى آخر رمق.
في زيارة لمحامي هيئة الأسرى يوسف نصاصرة للأسير أمجد أبو لطيفة في عزل "إيشل"، أوضح أنّ غالبية الأسرى يعانون من هبوط حاد في الوزن وضغط الدم، وغالبيتهم يتقيؤون ويتبولون الدم.
كما أصيب العديد منهم بأمراض جلدية بسبب نقص الفيتامينات في أجسادهم، بالإضافة إلى حالات إغماء وتشنجات، وحوّلت إدارة مصلحة السجون الصهيونية أحد الأقسام في سجن "إيشل" إلى مستشفى ميداني.
كما أكّدت اللجنة أنّ إدارة مصلحة السجون الصهيونية شرعت بنقل أربعين أسيراً مضرباً عن الطعام من سجن "أوهليكدار" إلى المستشفيات المدنية، وقال محامي نادي الأسير الفلسطيني الذي تمكّن من زيارة الأسير محمد الغول، نقلاً عنه أنّ أوضاعاً صحية خطيرة ألمّت بالأسرى المضربين خلال الأيام الماضية، ونُقل العديد منهم إلى المستشفيات وسط ظروف احتجاز قاسية داخل الزنازين.
كما أضاف الأسير الغول أنّ الحشرات تنتشر داخل الزنازين، والأغطية قذرة وبالية، ومنذ نقلهم إلى سجن "أوهليكدار" في السادس عشر من أيار لم يتمكنوا من تغيير ملابسهم الداخلية، ومنذ بدء الإضراب يرتدون ملابس إدارة مصلحة السجون "الشاباص"، وأكّدت اللجنة أنّ كافة المعلومات التي تصل منذ أمس الأول وحتى صباح الأربعاء تتعلق بنقل عشرات المضربين إلى المستشفيات.
هذا ودعت لجنة إسناد الإضراب إلى التوجّه لخيام الاعتصام في كافة المحافظات يوم الأربعاء الساعة الحادية عشر صباحاً والخروج في مسيرات ليلية.
أكّدت كذلك مصادر من داخل السجون لمركز الأسرى للدراسات أنّ الأسرى يدرسون خطوة حلّ التنظيمات كرد رادع أمام إدارة مصلحة السجون الصهيونية في حال استشهاد أسرى مضربين عن الطعام في ظل تجاهل مطالبهم وتدهور وضعهم الصحي والتخوّفات القائمة على حياتهم.
يُشار إلى أنّ حلّ التنظيم يعني حلّ كافة الهيئات التنظيمية، بحيث يُصبح الأسرى في سجون بدون أي تمثيل وتضطر الإدارة للتعامل مع كل أسير على حدا، ما يعني حالة من الفوضى التي لا تستطيع إدارة الاحتلال على تحمّلها أو السيطرة عليها، ولا يتحمّل أي طرف مسؤولية ما يُمكن أن يقوم به أي أسير في حال توجّه الأسرى إلى خيار الاشتباك.