فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

يستمر الحصار على قطاع غزة منذ أكثر من (10) سنوات، وتفاقمت الأوضاع بعد إجراءات السلطة الفلسطينية في رام الله تجاه أهالي القطاع، من خصم في رواتب موظفيها في القطاع والتوقف عن دفع فواتير كهرباء غزة لدى الاحتلال بالإضافة إلى تجاهلها لطرح وزارة الطاقة في غزة حول حل أزمة الكهرباء، ووقف توريد بعض الأدوية وحليب الأطفال للقطاع، والتهديدات المستمرة بتضييق الخناق بشكل أكبر على القطاع.

يُضاف إلى ذلك مؤشرات لحصارٍ عربي ودولي مُضاعف بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء زيارته للسعودية وعقد "لقاء القمّة الإسلامية الأمريكية" حين صنّف حركة "حماس" كحركة "إرهابية" وسط حضور عربي إسلامي لم يُبدِ اعتراضاً على تلك التصريحات.

تبع ذلك تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي وجّه رسالته لقطر لوقف دعم جماعات مثل "حماس"، علماً بأنّ الجانب القطري اتخذ دور الجهة التي تُحافظ على القطاع من الانهيار لكن لا تسعى لإنعاشه كذلك، فشكّلت قطر خلال السنوات الماضية المُسكّن الذي جنّب حماس الانفجار في بعض الأحيان.

يُضاف إلى ذلك، استمرار السلطات المصريّة بإغلاق معبر رفح البري جنوبي قطاع غزة، الذي يُعتبر المخرج الوحيد لسكان القطاع.

ويأتي الضغط الحالي في الوقت الذي يطرح فيه ترامب نفسه كعرّاب جديد للسلام الذي سيتوصّل إلى صيغة الحل النهائي بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، وهذا ما يتناوله سياسيون فلسطينيون وكذلك صهاينة مؤخراً في تصريحاتهم ومقابلاتهم الإعلاميّة التي تتمحور حول طرح ترامب المُنتظر بشأن العودة إلى ما يُسمّى بـ "عملية السلام"، ومحاولتهم تجميل الطرح المقبل ودفع الجانبين للقبول باعتبارها الفرصة الأهم التي يجب اغتنامها في هذه المرحلة.

وبالنظر إلى الوضع الفلسطيني فإنّ العائق الأهم أمام تلك العملية أو أي عودة مقبلة للتفاوض، يتمثّل بقطاع غزة الذي يُعتبر شبه منفصل عن بقيّة فلسطين والعالم، والذي يُمثّل خندق المقاومة اليوم بالنسبة للفلسطينيين والقنبلة الموقوتة التي تُهدد أمن الاحتلال وبقاء السلطة وأي عملية مقبلة، فاعتبرت تلك الجهات أنّ الضغط على غزة وحركة حماس باعتبارها الطرف الحاكم، الحل لتطويعها باتجاه الخطوة المقبلة، وفي خضم ما يجري اليوم توجّه وفد رفيع المستوى من حركة حماس إلى القاهرة في الأيام الأخيرة، ويترأسه القيادي في الحركة يحيى السنوار في خروجه الأول كرئيس حركة حماس في قطاع غزة.

واليوم بات قطاع غزة على حافة الانهيار، إذ حذّر نيكولاي ملادينوف منسّق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مجلس الأمن الدولي من احتمال زيادة الوضع سوءاً في قطاع غزة، إذا لم يتم اعتماد تدابير طارئة لتخفيف التصعيد، واعتبر أنّ ذلك له تبعات مُدمّرة على الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، موضحاً أنّ تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع قد تضع الجميع على محك نزاع آخر.

كما أشار ملادينوف إلى أنّ الأمم المتحدة قد حذّرت مراراً وتكراراً من تأزم الوضع في القطاع الذي أصبح الآن واقعاً، إذ اضطرت المستشفيات إلى تأجيل مواعيد العمليات الجراحية، كما قللت بنسبة ثمانين في المائة من عمليات التعقيم والتنظيف، وبعض المنشآت الطبيّة استمرت بالعمل بمساعدة الأمم المتحدة التي وفّرت الوقود الطارئ في الشهر الماضي، إلّا أنّ احتياطات الوقود ستنفد خلال الأسابيع القادمة.

فيما حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة مؤخراً من نفاد أدوية التخدير وتوقّف نحو ألف عملية جراحية شهرياً في مجمّع الشفاء الطبي بمدينة غزة، خاصةً "الفنتانيل" الذي يبلغ معدّل استهلاكه في المستشفيات (5500) أمبول شهرياً، ومع استمرار أزمة الأدوية والمستهلكات الطبية يتم صرف ربع معدلها الشهري، والكمية المتبقية في مخازن وزارة الصحة لا تكفي سوى لأيام قليلة.

ويُعتبر تأجيل العمليات في مستشفيات القطاع، التوجّه إلى التحويلات إلى الخارج، التي تواجه صعوبات في القبول من جانب السلطة والاحتلال إذ تخضع لشروط محددة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد