الأردن - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
قصص معاناة وإذلال كثيرة، نُسجت أحداثها وتفاصيلها على أبواب سفارات السلطة الفلسطينية في الدول العربية، أبطالها لاجئون فلسطينيون سوريّون، التجأوا إلى ممثليّات و سفارات دولتهم الفلسطينية، للحصول على المأوى الإعتباري "جواز السلطة"، إيماناً منهم بأنّه سيكون أكثر دفئاً ومتانة من خيمة "وثيقة السفر للاجئين الفلسطينيين" التي ترفض دولٌ عدّة الاعتراف بها.
فادي عبد المجيد، أحد أولئك اللاجئين، الذين لم يجدوا إعتباريّتهم الورقيّة في سفارة دولتهم الفلسطينية، إلّا وقد زادها موظفو السفارة الفلسطينية في عمّان تهتّكاً، بعدما أصابها جرّاء انتهاء صلاحيّة وثيقته الفلسطينيّة السوريّة، ورفض السفارة السوريّة في عمّان تجديدها له.
لجأ فادي عبد المجيد مع زوجته وأولاده من سوريا إلى الأردن، كون الأردن بلد زوجته، إلّا أن القوانين المعمول بها في هذا البلد، لا تتيح لزوج وأبناء الأردنية، الحاملين لوثيقة السفرالفلسطينية السوريّة، حق الإقامة والعمل، كون الوثيقة غير معترف بها أصلاً في الأردن، وزاد الأمور تعقيداً انتهاء صلاحية وثيقته، الأمر الذي دفعه بإتجاه سفارة دولة فلسطين للحصول على جواز سفر نظامي.
يقول فادي لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" : "أنا من أبناء فلسطين، وهذا ما دفعني للذهاب الى السفارة الفلسطينية في عمّان لأصدر جواز سفر فلسطيني، كونه حقاً شرعياً لأي مواطن فلسطيني، الّا أنّ حرس السفارة منعوني من الدخول أكثرمن مرّة، بجّة أنّ السفير غير موجود".
يتابع فادي : " وبعد محاولات متكررة، طلب منّي موظفو السفارة، عدّة أوراق لزوم معاملة إصدار الجواز، إلّا أنها كانت طلبات غريبة وتعجيزيّة، مثل ورقة عدم محكومية من السلطات الأردنية، وهم يعلمون أنّ هذا الورقة لا يمكنني الحصول عليها في الأردن كوني أحمل وثيقة سوريّة غير معترف بها في الأردن عدا عن كونها منتهيّة الصلاحية"
ولعل الأغرب والأطرف والأكثر تعجيزية، والبعيد كل البعد عن أي سياق قانوني منطقي مترابط، والبعيد كل البعد جغرافيّاً وقانونيّاً عن حالة فادي، وهو الفلسطيني السوري المقيم في الأردن، هو أن يطلب موظّف السفارة منه، الحصول على عقد عمل في دولة خليجيّة، كي يعطوه جواز سفر دولة فلسطين!
وأن يقذفه موظّف آخر، كي يجلب صوراً شخصيّة بخلفيّة زرقاء لزوم المعاملة التي لم تتضح ملامحها، وأن يتم رفض تلك الصور لأنّ الخلفيّة ليست باللون الأزرق الغامق!
فادي الذي تملّكته حالة من اليأس، بعد ما وصفه بأنّه تعجيز وإذلال تلقاه على أبواب سفارة بلده، رفض توجيه مناشدة عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى السلطة الفلسطينية، وقد انتهى به الأمر للطلب منّا بسخريّة مرّة، مناشدة سفارات الدول الغربيّة، علّها تمنح اللاجئين الفلسطينيين السوريين حقّ اللجوء عبر سفاراتها، لتجنّبهم رحلة الموت عبر البحار، وتكون بذلك أرحم من سفارة دولة فلسطين وسفارات الدول العربيّة المغلقة أمام اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من الموت في سوريا!.