ليبيا-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
في أعقاب تصريحات رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني، بشان بناء مخيّمات لاستقبال اللاجئين في ليبيا، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا عن انزعاجها واستنكارها الشديدين حيال ذلك.
أكّدت اللجنة في بيان صدر عنها، رفضها الكامل لهذه التصريحات ولأي محاولة تهدف إلى توطين المهاجرين واللاجئين في ليبيا لتصدير أزمة اللاجئين إليها، خدمةً للمصالح الأوروبية على حساب المصلحة الوطنية لليبيا.
كما اعتبرت اللجنة مثل تلك التصريحات ومواقف وسياسات من الجانب الأوروبي، تعدياً وانتهاكاً صارخاً ومتكرراً من جانب الدول الأوروبية لسيادية واستقلال القرار الوطني وسيادة واستقلال ليبيا.
جدّدت اللجنة الوطنية رفضها كذلك لإقامة مخيّمات أو مراكز لاحتجاز أو إيواء اللاجئين على الأراضي الليبية، مؤكدةً على أنّ السياسات الأوروبية مُنافية للقيم الإنسانية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي للجوء.
أوضحت أيضاً أنّ ذلك سيؤثر سلباً على واجبات الدول الأوروبية تجاه اللاجئين المتجهين إلى أوروبا، وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الأوروبي، إذ يتعيّن على دول الاتحاد ألاف تغفل عن الطبيعة الإنسانية لأزمة اللاجئين إلى أوروبا الفارّين من بلدانهم التي تنعدم فيها مقومات الحياة والفقر والبطالة وعدم الاستقرار.
وذكرت اللجنة أنّ دول الاتحاد الأوروبي تتجاهل الصعوبات والمخاطر والجرائم التي يُعانيها اللاجئون في ليبيا، خاصةً تدهور أوضاع مخيمات الإيواء واستغلال اللاجئين من قِبل شبكات وعصابات تجار البشر، مُطالبةً دول الاتحاد الأوروبي بضرورة تحمل مسؤوليتها القانونية والإنسانية تجاه معاناتهم.
كما دعت كل الأطراف السياسية الليبية بمختلف توجهاتها إلى رفض مثل هذه التصريحات والسياسات والمقترحات التي يطرحها الأوروبيون لمشروعات تُعتبر أحد مراحل توطين اللاجئين في ليبيا.
يُذكر أنّ رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني كان قد دعا قبل أيام في تصريحات لصحيفة "إل جورنالي" الإيطالية، دول الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة بناء مخيّمات لاستقبال اللاجئين في ليبيا.
طالب في تصريحاته كذلك أن تكون أوروبا موحّدة في مجال التوصل لاتفاقات حول قضية الهجرة على غرار الاتفاق الذي تم إبرامه مع تركيا، مُبيناً أنّه من المقرر إقامة ندوة في (21) من حزيران الجاري، لرفع مستوى الوعي لدى مجلس الاتحاد الأوروبي.
وتابع أنه يتوجب "على أوروبا أن تتحدث بصوت واحد وأن يكون لديها محاور من شأنه أن يوقف تهريب المهاجرين، وذلك من أجل تكرار التجربة الإيجابية للاتفاق مع تركيا، الذي أدى إلى انخفاض الهجرة بنسبة 90 في المائة."