فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
"الصدمة الناتجة عن خسارة المنزل أو أحد أفراد العائلة أو العودة إلى الحي السكني ليتم اكتشافه مُدمّراً، جميع ذلك يؤدي إلى فقد أي إحساس بالثقة أو الأمن في المستقبل، وكان للدمار الإنساني والاجتماعي والمادي الذي لم يسبق له مثيل خلال صراع 2014 أثر خاص على الأطفال، وما يزال الكثيرون بحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي."
جاء ذلك في تقرير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الذي صدر الاثنين 19 حزيران، موضحةً أنّ صراع 2014 كان له أثر نفسي اجتماعي مُدمّر على الأفراد والمجتمعات في قطاع غزة، وهذا الأثر يُضاف إلى الأثر الموجود فعلاً بسبب الحصار المفروض منذ عشر سنوات تقريباً والصراعات السابقة.
وفقاً لبرنامج الصحة النفسية والمجتمعية في الوكالة "CMHP"، فإن الأطفال المُعرّضين للعنف كثيراً ما يُعبّرون عن فقدان الثقة في الآخرين، وهناك أعراض شائعة أخرى وهي الاضطرابات في الأكل والكوابيس أو الخوف الشديد.
حسب الوكالة الرسمية "وفا" التي نقلت التقرير، فإنّ لمرشدو برنامج الصحة النفسية والمجتمعية في "الأونروا" دوراً حاسماً في دعم اللاجئين الفلسطينيين من جميع الأعمار، إذ يحتفظ برنامج الصحة النفسية والمجتمع حالياً بشبكة تضم ما يقرب من (280) مرشداً نفسياً و(80) داعماً نفسياً اجتماعياً في مدارس "الأونروا"، ويدعمهم فريق من المشرفين والمشرفين المساعدين بالإضافة إلى أخصائيين في الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
يوظّف البرنامج كذلك (23) مرشداً نفسياً و(5) مستشارين قانونيين في المراكز الصحية بجميع أنحاء قطاع غزة، يُقدّمون الدعم بشكل جماعي للأطفال والبالغين ليس من خلال جلسات الإرشاد الفردي والجماعي فقط، بل يُقدّمون أيضاً تدخلات موجّهة ترمي إلى تعزيز الصلابة النفسية والرفاه.
ووفق التقرير، فإنه على مدى السنوات الماضية، انتقل برنامج الصحة النفسية المجتمعية في "الأونروا" إلى نموذج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي (MHPSS) لتوفير نهج أكثر شمولاً وتكاملاً يتجاوز خدمات الإرشاد النفسي. حيث يساعد المرشدون النفسيون في ضمان تزويد أطفال غزة بالمهارات الحياتية للنجاح في الحياة، ويعملون بشكل وثيق مع المعلمين لتعزيز حل المشكلات والعلاقات بين الأشخاص ودعم أقرانهم واحترام والتسامح مع الآخرين والرعاية الذاتية ومواجهة الضغط النفسي.
وحسب التقرير، في المراكز الصحية التابعة لـ"الأونروا" يقدم المرشدون النفسيون الاجتماعيون والمستشارون القانونيون التابعون لبرنامج الصحة النفسية والمجتمعية دعماً شاملاً، لا سيما للنساء اللواتي تعرض العديد منهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك من خلال تقديم جلسات الإرشاد الفردية والدعم الجماعي والمشورة القانونية ذات الصلة.
وأورد التقرير أنه في عام 2016، دعم برنامج الصحة النفسية والمجتمعية (4,217) بالغ و(10,218) طفلا من خلال جلسات الإرشاد الفردي، بالإضافة إلى (1,425) بالغاً و(8,710) أطفال آخرين يستفيدون من المشورة الجماعية. "ومن خلال جلسات التوعية العامة والتثقيف، تلقى أكثر من 80,000 من الآباء والأمهات وأعضاء المجتمع معلومات حول مجموعة متنوعة من المواضيع بما في ذلك التعامل مع الضغط النفسي والتربية الإيجابية ودعم الأطفال المعرضين للإحباط."