تركيا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يشتكي عدد من اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا، من الإجراءات التي تمارسها القنصلية الفلسطينية في إسطنبول أثناء توزيع المساعدات المالية لهم، حيث تشترط القنصلية إبراز وثيقة الإقامة القانونية التركية "الكملك" بينما ترفض بطاقة هوية الإقامة المؤقتة للاجئ الفلسطيني السوري الصادرة من سوريا.
إجراء استهجنه كثيرون، حيث أنّه لم يُعهد أنّ السفارات والقنصليات معنيّة بالتدقيق في الإقامات القانونية لرعاياها، فالعرف السائد يقضي بأحقيّة دخول أي مواطن إلى سفارته لقضاء غرضه بإبراز وثائقه الرسمية الشخصيّة، أمّا الإقامة القانونية فيتم التعامل فيها مع سلطات البلد فقط لاغير، لكن يبدو أنّ لقنصلية السلطة الفلسطينية في اسطنبول رأيٌ آخر !
"بوابة اللاجئين الفسطينيين" نقلت بعض الشهادات التي توثق الإجراءات الصعبة والغريبة، التي يقوم بها موظفوا القنصلية في إسطنبول، حيث أكّد اللاجئ جمال . ر : أنّ موظفي القنصلية طلبوا منه إبراز وثيقة كملك "بطاقة إقامة تركيّة" للتأكد من أنه يقطن داخل الأراضي التركية بشكل رسمي، ضاربين بعرض الحائط هوية الإقامة المؤقتة للاجئين التي يحملها، والتي هي بمثابة هويّة شخصيّة فلسطينية سوريّة صادرة من سوريا.
والمفارقة اللافتة في إجراء القنصلية، هو طلبها وثيقة "الكملك" التي لا تدون صفة فلسطيني للفلسطينيين السوريين، بينما تعتبرهم كسوريين، في حين تتجاهل البطاقة الرسمية التي تثبت هوية حاملها بأنّه فلسطيني سوري، حيث أكّد جمال هذا الأمر قائلاً: "الفلسطينيين السوريين في تركيا يعاملون معاملة السوري من حيث الإقامة وإصدار وثيقة الكملك التي تسجل على أنهم سوريين، وذلك لأعتبارات إنسانية وأمنية خاصة بالحكومة التركية"
وبدوره أكد اللاجئ الفلسطيني السوري نضال محمد :أنّه وبعد مشادة كلامية مع موظفي القنصلية، عقب رفضهم قبول هوية الإقامة المؤقتة التي يحملها، وعدم منحه المساعدة المالية، استطاع هو وعدد من اللاجئين، لقاء القنصل الفلسطيني عبد الكريم الخطيب، ولخصّوا له الوضع بأنّ معظم اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا لا يحملون سوى هوية الإقامة المؤقتة.
وأضافوا: أنّ بعض اللاجئين قدموا من سوريا بعد تهجيرهم من مخيماتهم إلى الشمال السوري، في إشارة إلى بعض العائلات الفلسطينية من مخيّم خان الشيح، وإنّ عدداً قليلاً منهم، حصل على وثيقة "كملك" التركية عند دخولهم بطرق التهريب إلى الأراضي التركية.
كما أكدا اللاجئان نضال محمد وسعيد. س، أنّه و بعد الضغط الذي حصل من عدد من اللاجئين، تم التعاون معهم وتسهيل تقديم المساعدة المالية، إضافة إلى السلة الغذائية.
القنصل الفلسطيني الخطيب، برر تلك الإجراءات، بالفوضى التي قال "أنّها قد تسببت بتقديم المساعدات لأكثر من عائلة فلسطينية لأكثر من مرة".
ويشار الى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى تركيا، يقدر بأكثر من 8 ألاف لاجئ يعاني غالبيّتهم من ظروف معيشية وإنسانية صعبة، بسبب قلّة فرص العمل، وعدم وجود مورد مالي ثابت، ما يعطي للمعونات الماليّة والغذائيّة التي تقدّمها بعض جهات، أهميّة كبرى تدبير شؤونهم المعيشية.