فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يعيش اللاجئون الفلسطينيون السوريّون معاناة مضاعفة في قطاع غزة، خاصةً مع إطباق الحصار على القطاع والظروف المعيشيّة لدى أهالي القطاع بشكل عام، فيأتي عيد الفطر لهذا العام ليكشف عن المزيد من معاناة تلك العائلات بسبب عدم توافر الاهتمام المطلوب بقضيّتهم من الجهات المعنيّة إن كانت الحكوميّة أو الجهات الدوليّة كـ "الأونروا" التي تُشكّل سياستها تجاههم ضغطاً إضافياً بالتقصير والمُماطلة.
التقت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بالمنسّق الإعلامي للجنة متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى قطاع غزة، عمر عودة، الذي تحدّث عن أوضاع اللاجئين قُبيل عيد الفطر مُوضحاً أنّ اللاجئين الفلسطينيين الذين فرّوا من سوريّة إلى غزة، هم من طبقة الفقراء المسحوقة ولا يملكون أي نوع من مقوّمات الحياة.
يقول عودة لـ "بوابة اللاجئين": "اللاجئون ليس لهم دخل ثابت ويُعانون من ضغوط الإيجار ومتطلبات شهر رمضان، التي لها طقوس هُنا تُشكّل عبئاً عليهم، خاصةً في الزيارات، فحتى العلاقات الاجتماعية تضررت بين الناس، إذ لا يتمكّنون من تبادل الزيارات، فأصبح شهر رمضان بالنسبة لهم غير مُرحّب به، فما بالك بالعيد الذي يُشكّل هاجساً لهم."
يأتي ذلك في الوقت الذي تأخّرت فيه "الأونروا" عن صرف بدل الإيجار للاجئين منذ (6) شهور، فإذا حصل أحدهم على أي عمل يُمكّنه من كسب بعض المال يقوم بدفعه لتسديد الإيجار، وكانت "الأونروا" قد أجرت بحثاً عن اللاجئين، ما أعطاهم أملاً بأن يُصرف بدل الإيجار، إلّا أنّه بعد التواصل مع الوكالة أوضحت أنّه بحث روتيني ليس له علاقة بذلك، وأنّه ليس من المؤكد إن كان سيُصرف بدل الإيجار قبل العيد أم لا، ما يعني بقاء هذه العائلات اللاجئة في حالة من القلق والحيرة خوفاً على سكنهم، حسب عودة لـ "بوابة اللاجئين".
تطرّق عودة في حديثه لـ "بوابة اللاجئين" لعلاقة الإعلام باللاجئين، فيقول أنّه في البدايات كان الإعلام يتعاطى مع الأمر كقضيّة، لكنه مؤخراً استخدمها كمجال للعمل، ما أفقده المصداقية، مُشيراً إلى أنّ اللاجئين يعتقدون أنّ الإعلام جزء من الحل، فكانوا في البداية يُرحبون بالتعامل معه، وبالفعل حقّق بعض المكاسب بإيصال صوتهم لبعض المسؤولين، لكن في الفترة الأخيرة تضررت علاقة اللاجئين بالإعلام، لأنّ اللاجئ يرى الإعلام يستغلّه كمادة إعلاميّة.
على سبيل المثال، طالبت بعض الجهات الإعلاميّة اللاجئين تحضير وجبات طعام لتصويرها، يقول عودة "اعتقد الناس أنّ الإعلام سيتحدّث عن مأساتهم في شهر رمضان، وحين شعروا بأنّه مطلوب منهم أن يقوموا بتحضير وجبات طعام وتصويرهم وعرضهم، رفضوا ذلك، وكان هناك تذمّر شديد، وبعض العائلات اللاجئة من عزّة نفسها وكرامتها، خلال بعض حلقات التصوير كانت ترفض أن تُظهر أي نوع من الفقر في تقديمها للطعام، فقامت إحدى العائلات بشراء اللحوم على الرغم من أنّها لا تشتريه عادةً، إلّا أنّها فعلت ذلك لكي لا تظهر بحالة من الفقر."
يُشار إلى أنّ حوالي (465) عائلة لاجئة قدمت من الدول العربيّة "سورية، ليبيا، اليمن" في أعقاب الحروب التي اندلعت فيها، ويتراوح عدد أفراد هذه العوائل بين (3000-3500) لاجئ، من بينها (125) عائلة من سورية، ومثلها من ليبيا، واليمن نحو (30) عائلة.
وكان قد دعا بيان لهيئة التنسيق المُشتركة للاجئين من الدول العربيّة إلى غزة، دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية إلى تحمّل مسؤوليتها الإنسانيّة والأخلاقيّة والمهنيّة تجاههم، وتطبيق قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 5/4/2016، المُتعلّق بحل مشكلة السكن والعمل.
وينص القرار الحكومي على :
- تقديم مساعدة مالية لعائلات الوافدين من الدول العربية إلى قطاع غزة، التي لا تحصل على مساعدات من أي جهة أخرى حسب الأصول المتبعة في وزارة الشؤون الاجتماعية.
- توفير تأمين صحي للأسر غير المؤمّنة صحيّاً.
- توفير فرص عمل للقادرين على العمل وتوفير مشاريع مُدرّة للدخل لهم، بالتنسيق مع وزارة العمل.
- توفير مساكن لهم بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والإسكان، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسر من غير الجنسيّات الفلسطينيّة.
شاهد التقرير►